فصل
في تحميل أهل الاثبات للمعطلين
شهادة تؤدي عند رب العالمين
يا أيها الباغي على أتباعه |
|
بالظلم والبهتان والعدوان |
قد حملوك شهادة فاشهد بها |
|
ان كنت مقبولا لدى الرحمن |
واشهد عليهم ان سئلت بأنهم |
|
قالوا إله العرش والأكوان |
فوق السموات العلى حقا على الع |
|
رش استوى سبحان ذي السلطان |
والأمر ينزل منه ثم يسير في الا |
|
قطار سبحان العظيم الشأن |
وإليه يصعد ما يشاء بأمره |
|
من طيبات القول والشكران |
وإليه قد صعد الرسول وقبله |
|
عيسى ابن مريم كاسر الصلبان |
وكذلك الاملاك تصعد دائما |
|
من هاهنا حقا على الديان |
وكذاك روح العبد بعد مماتها |
|
ترقى إليه وهو ذو ايمان |
الشرح : ينادي المؤلف هؤلاء البغاة الخارجين عن مذهب أهل الحق المتجنين عليهم بالظلم والعدوان والرامين لهم بالافك والبهتان بأنهم قد حملوهم شهادة يؤدونها عنهم عند الله يوم القيامة ان كانوا أهلا لتحمل الشهادة بأن كونوا عدولا أمناء ، فليشهدوا عليهم ان سئلوا عنهم بأنهم كانوا يصرحون بأن الله فوق سماواته مستو على عرشه يدبر شئون خلقه ، وأن الأمور تنزل من عنده ينزل بها ملك الوحي ، ثم تسير في أقطار السموات والأرض ، وأنه يصعد إليه ما يشاء من كلام العباد وأعمالهم كما قال تعالى : (إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ) [فاطر : ١٠] وأن الرسول صلىاللهعليهوسلم قد صعد إليه ليلة المعراج حتى كان قاب قوسين أو أدنى ، فكلمه وناجاه وفرض عليه وعلى أمته الصلاة ، وأنه سبحانه قبل ذلك قد رفع إليه عيسى ابن مريم بجسده حيا كما قال تعالى : (يا عِيسى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرافِعُكَ إِلَيَ) [آل عمران : ٥٥] وسينزل قرب قيام الساعة فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية كما ورد الحديث بذلك ،