قبل بالعجل الذي صاغه لهم السامري ، فكان هناك عجلان فتن بهما الناس ، عجل فتن بصوته وخواره ، وعجل فتن بتحريفه وتمويهه ، وهو العجل الذي صاغه الجهم لثيران هذه الأمة وأبقارها.
* * *
والناس أكثرهم فأهل ظواهر |
|
تبدو لهم ليسوا بأهل معان |
فهم القشور وبالقشور قوامهم |
|
واللب حظ خلاصة الانسان |
ولذا تقسمت الطوائف قوله |
|
وتوارثوه إرث ذي السهمان |
لم ينج من أقواله طرا سوى |
|
أهل الحديث وشيعة القرآن |
فتبرءوا منها براءة حيدر |
|
وبراءة المولود من عثمان |
من كل شيعي خبيث وصفه |
|
وصف اليهود محللي الحيتان |
الشرح : جازت حيلة الجهم وعظمت فتنته وانخدع بها كثير من الناس ، لأن الناس معظمهم أهل ظواهر ، يغرهم بريقها ، ويخدعهم عما وراءها من كفر وباطل وسم قاتل وليسوا بأهل حقائق ومعان لأنها تحتاج في إدراكها إلى سلامة فطرة ، وإلى ذكاء وفطنة ، وهؤلاء أهل بله وغفلة فهم أشبه شيء بالقشرة الظاهرة التي تستر الثمرة وتحميها ، لذلك لا يدركون من الأشياء إلا قشورها ، وأما ادراك اللب فهو حظ المصطفين من عباد الله ذوي الألباب السليمة والأفكار المستقيمة ومن أجل هذا راج مذهب الجهم وتقسمت أقواله طوائف أهل الكلام ، فمن آخذ بقوله في النفي والتعطيل ، ومن قائل برأيه في الجبر والتسيير ، ومن ذهب مذهبه في نفي العلم بالمتجددات وخلق القرآن ومن متأثر به في غير هذا وذاك من ترهاته وأباطيله التي لم ينج من أحابيلها إلا أهل الحديث والقرآن المعتصمين بعروتهما الوثقى ، فتبرءوا من مقالة الجهم براءة حيدر ، وهو لقب علي رضي الله عنه ، وبراءة المولود من عثمان من أهل التشيع الخبثاء ، الذين أشبهوا في وصفهم اليهود حرم الله عليهم الاصطياد في يوم السبت ، فتحايلوا على ذلك وخرجوا