وكذاك لم يأتوا اختيارا منهم |
|
بالكفر والاسلام والايمان |
إلا على وجه المجاز لأنها |
|
قامت بهم كالطعم والألوان |
جبروا على ما شاءه خلاقهم |
|
ما ثم ذو عون وغير معان |
الكل مجبور وغير ميسر |
|
كالميت أدرج داخل الأكفان |
الشرح : وإذا لم يكن للعباد قدرة على شيء من الطاعات والمعاصي ، ولا هي صادرة عنهم ، فيصح إذا نفيها عنهم نفيا حقيقيا ، فيقال أنه لم يقع منهم صيام ولا صلاة ولا زكاة ولا ذبح قرابين ولا غيرها من أنواع الطاعات. وكذلك يقال أنهم لم يشربوا خمرا ولا قتلوا نفسا ، ولا فيهم من هو غوى زان ، وأنهم لم يأتوا عن اختيار منهم بشيء من الكفر والايمان والاسلام ، بل هم في كل ذلك مجبورون على ما شاءه خلاقهم سبحانه ، فليس فيهم من يعينه الله وييسره ومن لا يعينه ، بل الكل سواء في الجبر والقهر ونفي الاختيار ، كميت أدرج في كفنه ، ولا تنسب إليهم الأفعال إلا على وجه المجاز كما تنسب الأفعال الطبيعية إلى مصادرها ، مثل قولنا جرى النهر وهبت الريح وطلعت الشمس.
* * *
وكذاك أفعال المهيمين لم تقم |
|
أيضا به خوفا من الحدثان |
فإذا جمعت مقالتيه أنتجا |
|
كذبا وزورا واضح البهتان |
إذ ليست الأفعال فعل إلهنا |
|
والرب ليس بفاعل العصيان |
فإذا انتفت صفة الإله وفعله |
|
وكلامه وفعائل الإنسان |
فهناك لا خلق ولا أمر ولا |
|
وحي ولا تكليف عبد فان |
الشرح : يعني أن الجهم كما ينفي وقوع الفعل من العبد ، كذلك ينفي قيام الفعل بالرب سبحانه خوفا من قيام الحوادث بذاته ، وذلك يستلزم حدوثه في زعمه ومن العجيب أن تلك القضية الكاذبة التي نادى بها الجهم والتي تقول ان ما لا يخلو من الحوادث فهو حادث قد تبعه عليها معظم المتكلمين من المعتزلة والاشاعرة واتخذوها ذريعة لنفي قيام الأفعال الاختيارية بذاته سبحانه ، فهو