بمثابة طور من تلك الأطوار التي تحدث للانسان بحيث لا يشك من يراه أنه هو ذلك الشخص الذي كان في الدنيا.
هذا هو ما دل عليه الكتاب الكريم وسنة الهادي صلوات الله وسلامه عليه ولم يقل الله قط ولا رسوله ان الله يعدم الأشياء كلها ثم يعيدها من عدم كما يقول هذا الجاهل الحيران جهم بن صفوان قبحه الله.
* * *
وقضى بأن الله ليس بفاعل |
|
فعلا يقوم به بلا برهان |
بل فعله المفعول خارج ذاته |
|
كالوصف غير الذات في الحسبان |
والجبر مذهبه الذي قرت به |
|
عين العصاة وشيعة الشيطان |
كانوا على وجل من العصيان ذا |
|
هو فعلهم والذنب للانسان |
واللوم لا يعدوه اذ هو فاعل |
|
بإرادة وبقدرة الحيوان |
فأراحهم جهم وشيعته من ال |
|
لّوم العنيف وما قضوا بأمان |
لكنهم حملوا ذنوبهم على |
|
رب العباد بعزة وأمان |
وتبرءوا منها وقالوا إنها |
|
أفعاله ما حيلة الانسان |
الشرح : يرى الجهم ويشايعه في ذلك المعتزلة والأشاعرة الذين يقولون بحدوث العالم : ان الله ليس فاعلا بفعل هو وصف له قائم به ، بل فعله هو مفعوله الخارج عن ذاته. أما الجهم والمعتزلة فلأنهم ينفون الصفات فلا وصف عندهم قائم بالذات ، بل كل من فعله وكلامه عندهم مخلوق من جملة المخلوقات. وأما الأشاعرة فيثبتون الأفعال لا على أنها صفة له سبحانه ، بل يجعلونها متعلقات للقدرة القديمة وقوله (بلا برهان) متعلق بقضى ، يعني حكم بذلك بلا حجة له عليه.
وذهب الجهم أيضا إلى القول بأن الانسان مجبور على ما يصدر عنه من أفعال فلا قدرة له ولا اختيار ، فقرت بمذهبه أعين العصاة وأولياء الشيطان الذين كانوا على خوف من المعاصي والذنوب ، لعلمهم بأنها أفعالهم الصادرة عنهم بقدرهم