كلها وهل يقبل هذا عقل عاقل ، ولو كان حقا ما تقولونه لزم أن لا يكون الوحي والقرآن مصدر هداية للناس ، بل مصدر ضلال وتلبيس ، فإنهما قد جاءا بصريح الاثبات الذي هو ضد ما قلتم من النفي والتعطيل ، ولا يمكن أن يجتمع الضدان ، فلو فرض أن ما جئتم به هو الحق لزم أن يكون الوحي والقرآن باطلا ووجب أن يحال الناس في العلم بالله وصفاته على ما قاله الجهم بن صفوان الترمذي والجعد بن درهم أو على ما قاله إبراهيم النظام المعتزلي صاحب القول بالطفرة أو على ما قاله ابن سينا صاحب المذهب اليوناني.
* * *
وكذاك أتباع لهم فقع الفلا |
|
صم وبكم تابعوا العميان |
وكذاك أفراخ القرامطة الألى |
|
قد جاهروا بعداوة الرحمن |
كالحاكمية والألى والوهم |
|
كأبي سعيد ثم آل سنان |
وكذا ابن سينا والنصير نصير |
|
أهل الشرك والتكذيب والكفران |
وكذاك أفراخ المجوس وشبههم |
|
والصابئين وكل ذي بهتان |
اخوان ابليس اللعين وجنده |
|
لا مرحبا بعساكر الشيطان |
الشرح : ووجب أن يحال أيضا في هذا الشأن على أتباع لهؤلاء الضلال كأنهم فقع الفلا والفقع هو البيضاء الرخوة من الكمأة ، وهو نبات ينبت في الصحراء على مياه الأمطار يشبه البطاطس ويحبه البدو كثيرا ، والمراد تشبيه هؤلاء بالفقع في كونهم يعيشون في متاهات الضلال كما يعيش الفقع في الفلوات.
ثم أخبر عنهم كذلك بأنهم تابعون لعميان لا يبصرون ، فلهذا كانوا صما وبكما في الظلمات ، ووجب أن يحال كذلك على أفراخ القرامطة أتباع قرمط المجاهرين بالعدوان لله ورسوله ، من أمثال الحاكمية أتباع الحاكم بأمر الله الفاطمي الذين اعتقدوا إلهيته ولا يزالون يعبدونه إلى اليوم في جبال سوريا ولبنان ، ويسمون بالدروز وكذاك من والاهم وتشيع لهم ، مثل أبي سعيد؟ وآل سنان ، وهي أسرة كانت تحكم خراسان ، وفي ظلها نشأ ابن سينا القرمطي والنصير ،