بخلاف نوم العبد ثم جماعه |
|
والأكل منه وحاجة الأبدان |
اذ تلك ملزومات كون العبد مح |
|
تاجا وتلك لوازم النقصان |
وكذا لوازم كونه جسدا نعم |
|
ولوازم الأحداث والإمكان |
يتقدس الرحمن جل جلاله |
|
عنها وعن أعضاء ذي جسمان |
الشرح : يعني أن الثابت لله عزوجل من الكمالات ما لا يستلزم نقصا بوجه من الوجوه بخلاف ما يكون من لوازم البشرية وضرورات الجسد وما يكون من مقتضيات الحدوث والامكان مثل نوم العبد فإنه فتور يعتري جسم الحي فيتطلب الراحة من أجل استعادة نشاطه في القيام بوظائفه ، ومثل الجماع فإنه ضرورة يريد بها الحي التخلص من بعض الفضلات التي تؤذيه لو بقيت كالبول والتغوط وهو أيضا يحتاجه من أجل الولد الذي يعتبر كمالا في حقه ، ومثل الأكل والشراب ، فإن الحي يحتاجهما من أجل بقاء حياته وتجديد ما تهدم من أجزائه وإذا علم أن هذه الأشياء تستلزم نقصا واحتياجا وتقتضي حدوثا وامكانا فالله عزوجل يتقدس عنها كما يتقدس عن كونه جسما له أعضاء وجوارح كما يصفه بذلك المشبهة مثل داود الجورابي وأمثاله تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا. ولكن ينبغي أن لا يتخذ نفي الأعضاء والجوارح ذريعة إلى نفي الصفات الثابتة لله عزوجل بالأدلة القطعية من الوجه واليد والعين والقدم وغيرها.
* * *
والله ربي لم يزل متكلما |
|
وكلامه المسموع بالآذان |
صدقا وعدلا أحكمت كلماته |
|
طلبا واخبارا بلا نقصان |
ورسوله قد عاذ بالكلمات من |
|
لدغ ومن عين ومن شيطان |
أيعاذ بالمخلوق حاشاه من ال |
|
اشراك وهو معلم الإيمان |
بل عاذ بالكلمات وهي صفاته |
|
سبحانه ليست من الأكوان |
وكذلك القرآن عين كلامه ال |
|
سموع منه حقيقة ببيان |
هو قول ربي كله لا بعضه |
|
لفظا ومعنى ما هما خلقان |