نحو أربعمائة قائد ، وأمره بالمسير إلى هرثمة. فساروا بحلوان (١) في رمضان ، فهزمهم هرثمة وأسر أمير الجيش عليّ بن محمد ، وبعث به إلى المأمون. وزحف هرثمة فنزل النهروان (٢).
شغب الجند على طاهر وقتالهم له
وأقام طاهر [على] (٣) نهر صرصر ، فكان لا يأتيه جيش من جهة الأمين إلّا هزمه. وأخذ الأمين يدسّ الجواسيس إلى قوّاد طاهر يعدهم ويمنّيهم ، فشغبوا على طاهر ، واستأمن خلق إلى الأمين فأسنى عطاياهم ، ثم كرّوا إلى صرصر لحرب طاهر. فالتقوا ودام القتال.
تفريق الأمين الخزائن والذخائر على الناس
ثم انهزم جيش بغداد ، وانتهب أصحاب طاهر أثقالهم وأموالهم. فبلغ الأمين الخبر ، فأخرج خزائنه وذخائره ، وفرّق الصلات ، وجمع أهل الأرباض. واعترض الناس على عينه ، فكان لا يرى أحدا وسيما حسن الرّواء إلّا خلع عليه وأمّره ، وغلّف لحيته بالغالية ، فسمّوا قوّاد الغالية. وأعطى كلّ واحد خمسمائة درهم وقارورة غالية (٤).
مكاتبة طاهر لقوّاد الأمين واستمالتهم
ثم كاتب طاهر قوّاد الأمين فاستمالهم ، فشغبوا على الأمين ، وذلك لست خلون من ذي الحجّة. فشاور قوّاده. فقيل له : تدارك أمرهم. فبذل
__________________
(١) في تاريخ الطبري ٨ / ٤٤١ «فساروا فالتقوا بجللتا» ، وكذلك في العيون والحدائق ٣ / ٣٣٢ ، وفي الكامل ٦ / ٢٦٧ «فالتقوا بنواحي النهروان».
(٢) تاريخ الطبري ٨ / ٤٤١ ، الكامل ٦ / ٢٦٧ ، العيون ٣ / ٣٣٢ ، نهاية الأرب ٢٢ / ١٨٠ ، البداية والنهاية ١٠ / ٢٣٧.
(٣) زيادة من الطبري.
(٤) تاريخ الطبري ٨ / ٤٤٢ ، ٤٤٣ ، تاريخ اليعقوبي ٢ / ٤٤٠ ، الكامل ٦ / ٢٦٨ ، مروج الذهب ٣ / ٤٠٩ ، نهاية الأرب ٢٢ / ١٨٠ ، البداية والنهاية ١٠ / ٢٣٧.