يقرأ : (وَإِذْ يَتَحاجُّونَ فِي النَّارِ) (١) ، فغشي عليه (٢).
قال أبو زيد بن أبي الغمر : كنّا نسمّي ابن وهب : ديوان العلم.
وقال ابن أبي حاتم : سمعت أبا زرعة يقول : نظرت في حديث ابن وهب نحو ثمانين ألف حديث (٣).
قلت : مرّ هذا. وقال : ثلاثين ألف حديث. فالله أعلم.
قال أبو عمر بن عبد البرّ (٤) : جدّ ابن وهب هو مسلم مولى ريحانة مولاة عبد الرحمن بن يزيد بن أنس الفهريّ.
وقال ابن أخي ابن وهب : طلب عبّاد بن محمد الأمير عمّي ليولّيه القضاء ، فتغيّب ، فهدم عبّاد بعض دارنا. فقال الصّبّاحي لعبّاد : متى طمع هذا الكذا وكذا أن يلي القضاء؟ فبلغ ذلك عمّي ، فدعا عليه بالعمى ، فعمي بعد جمعة.
وقال حجّاج بن رشيدين : سمعت ابن وهب يتذمّر ويصيح ، فأشرفت عليه من غرفتي ، فقلت : ما شأنك يا أبا محمد؟
قال : يا أبا الحسن ، بينما أنا أرجو أن أحشر في زمرة العلماء أحشر في زمرة القضاة. فتغيّب في يومه ، فطلبوه.
قال ابن الطّاهر بن عمرو : جاء نعي ابن وهب ، ونحن في مجلس سفيان ، فقال : إنّا لله وإنّا إليه راجعون ، أصيب المسلمون به عامّة ، وأصبت به خاصّة (٥).
وقال النّسائيّ : ابن وهب ثقة ، ما أعلمه روى عن الثقات حديثا منكرا.
__________________
(١) سورة غافر ، الآية ٤٧.
(٢) صفة الصفوة ٤ / ٣١٣ ، ٣١٤ وفيه زيادة : «فغسلت عنه النّورة وهو لا يعقل».
والنّورة : حجر الكلس الممزوج بأخلاط أخرى تستعمل لإزالة الشعر.
(٣) الجرح والتعديل ٥ / ١٩٠.
(٤) في الانتقاء ٤٨.
(٥) ترتيب المدارك ٢ / ٤٢٣ ، الكامل في الضعفاء لابن عديّ ٤ / ١٥٢٠.