وقيل له : قد غلا السعر ، فادع الله. قال : ما أبالي ولو حبّة (١) بدينار ، إنّ لله علينا أن نعبده كما أمرنا ، وعليه أن يرزقنا كما وعدنا (٢).
وعن حسن بن سهل قال : رأيت الصّبيان يرمون البهلول بالحصى ، فأدمته حصاة فقال :
ربّ رام لي بأحجار الأذى |
|
لم أجد بدّا من العطف عليه |
فقلت : تعطف عليهم وهم يرمونك؟ قال : اسكت! لعلّ الله يرى غمّي ووجعي وشدّة فرحهم ، فيهب بعضنا لبعض (٣).
وممّا نقل عنه قال : من كانت الآخرة أكبر همّه أتته الدنيا راغمة.
ثم قال :
يا خاطب الدنيا إلى نفسه |
|
تنحّ عن خطبتها تسلم |
إنّ التي تخطب غرّارة |
|
قريبة العرس إلى المأتم (٤) |
وقد ساق أبو القاسم المفسّر في كتاب «عقلاء المجانين» (٥) له حكايات وأشعار. ولم أجد له وفاة.
٣٨ ـ بهلول بن مؤرّق ، أبو غسّان (٦).
عن : موسى بن عبيدة.
وعنه : أبو خيثمة ، والفلّاس ، ومحمد بن المثنّى ، وغيرهم.
قال أبو حاتم (٧) : لا بأس به.
__________________
(١) في الأصل «جبّة» ، والتصحيح من : فوات الوفيات ، والوافي بالوفيات.
(٢) عقلاء المجانين ١٥٥ ، وفوات الوفيات ١ / ٢٢٩ ، والوافي بالوفيات ١٠ / ٣١٠.
(٣) عقلاء المجانين ١٤٣ ، وفوات الوفيات ١ / ٢١٢٩ ، والوافي بالوفيات ١٠ / ٣١٠ ، بزيادة بيتين.
(٤) عقلاء المجانين ١٥٠.
(٥) من صفحة ١٣٩ حتى صفحة ١٦٠ من المطبوع.
(٦) انظر عن (بهلول بن مورّق) في :
الجرح والتعديل ٢ / ٤٢٩ ، ٤٣٠ رقم ١٧١٠ ، والثقات لابن حبّان ٨ / ١٥٢ ، وتهذيب الكمال ٤ / ٢٦٣ ، ٢٦٤ رقم ٧٧٦ ، والكاشف ١ / ١١٠ رقم ٦٥٩ ، وتهذيب التهذيب ١ / ٤٩٩ رقم ٩٢٥ ، وتقريب التهذيب ١ / ١٠٩ رقم ١٥١.
(٧) في الجرح والتعديل ٢ / ٤٣٠.