ولدت بسمرقند.
وقال أبو عبد الرحمن السّلميّ (١) : أنا أبو بكر محمد بن جعفر : نا الحسين بن عبد العزيز العسكريّ ، كذا قال وصوابه ابن عبد الله العسكريّ ، قال : ثنا ابن أخي أبي زرعة : ثنا محمد بن إسحاق بن راهويه ، نا أبو عمّار (٢) ، عن الفضل بن موسى قال : كان الفضيل بن عياض شاطرا يقطع الطريق بين أبيورد وسرخس. وكان سبب توبته أنّه عشق جارية ، فبينا هو يرتقي الجدران إليها سمع رجلا يتلو (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ وَما نَزَلَ مِنَ الْحَقِ) (٣) فقال : يا ربّ قد آن. فرجع.
فآواه اللّيل إلى خربة ، فإذا فيها رفقة ، فقال بعضهم : نرتحل؟ وقال قوم : حتى نصبح ، فإنّ فضيلا على الطّريق يقطع علينا. فتاب الفضيل وأمّنهم (٤). وجاور بالحرم حتى مات.
إبراهيم بن اللّيث النّخشبيّ : نا عليّ بن خشرم : أخبرني رجل من جيران الفضيل من أبيورد قال : كان الفضيل يقطع الطّريق وحده ، فبينا هو ذات ليلة وقد انتهت إليه القافلة ، فقال بعضهم : اعدلوا بنا إلى هذه القرية ، فإنّ الفضيل يقطع الطريق. فسمع ذلك وأرعد ، فقال : يا قوم جوزوا ، والله لأجتهدنّ أن لا أعصي الله.
وجاء نحوها من وجه آخر فيه جهضم ، وهو ساقط.
وبالجملة فالشّرك أعظم من كلّ إفك ، وقد أسلم خلق صاروا أفضل هذه الأمّة. نسأل الله أن يأخذ بنواصينا إلى طاعته ، فإنّ قلوب العباد بيده يصرّفها كيف يشاء.
__________________
=رميح يقول : سمعت إبراهيم بن نصر الضبي بسمرقند يقول : سمعت محمدا بن عليّ بن الحسن بن شقيق يقول : سمعت إبراهيم بن شمّاس ، قال : سمعت الفضيل بن عياض يقول : ولدت بسمرقند ونشأت بأبيورد ، ورأيت بسمرقند عشرة آلاف جوزة بدرهم». (ص ٧ ، ٨).
(١) الخبر ليس في طبقاته.
(٢) هو : الحسين بن حريث.
(٣) سورة الحديد ، الآية ١٦.
(٤) الخبر في وفيات الأعيان ٤ / ٤٧ ، وتهذيب الكمال ٢ / ١١٠٣.