الأعلام.
روى القليل عن أبيه ، وعن : أبي طوالة عبد الله بن عبد الرحمن.
وعنه : ابن المبارك ، وابن عيينة ، وعبد الله بن عمران العابديّ ، وغيرهم. وثّقه النّسائيّ ، وكان من العلماء العاملين ، قانتا لله حنيفا منعزلا عن الناس إلّا من خير. وكان ينكر على مالك اجتماعه بالدولة.
وقد قال سفيان بن عيينة : هو عالم المدينة الّذي ورد فيه الحديث ، والناس على خلاف سفيان في هذا.
قال نعيم بن حمّاد : سمعت سفيان أكثر من ثلاثين مرة يقول : إن كان أحد فهو العمريّ.
قال ذلك لما ثنا عن أبي الزّبير ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «يضرب الناس أكباد الإبل ، فلا يجدون عالما أعلم من عالم المدينة» (١).
وأخبرنا به عاليا عليّ بن عبد الغنيّ ، نا الموفّق عبد اللطيف ، أنا ابن البطّي ، أنا عليّ بن محمد الأنباريّ ، نا أبو عمر بن مهديّ ، نا محمد بن مخلد ، نا محمد بن سعيد بن غالب ، ثنا سفيان بن عيينة بهذا.
قلت : هذا الخبر منطبق على من اتّصف بأنّه عالم زمانه ، وهو سعيد بن المسيّب في وقته ، ومالك بن أنس في وقته.
وروى الطّبريّ في «تاريخه» (٢) بإسناد عن بعض أولاد عبد الله بن
__________________
(١) أخرجه الترمذي في العلم (٢٨٢١) باب : ما جاء في عالم المدينة. من طريق : سفيان بن عيينة ، عن ابن جريج ، عن أبي الزبير ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة رواية : «يوشك أن يضرب الناس أكباد الإبل يطلبون العلم فلا يجدون أحدا أعلم من عالم المدينة».
قال : هذا حديث حسن صحيح ، وهو حديث ابن عيينة. وقد روي عن ابن عيينة أنه قال في هذا من عالم المدينة أنه مالك بن أنس. قال إسحاق بن موسى : وسمعت ابن عيينة قال : هو العمريّ الزاهد واسمه عبد العزيز بن عبد الله (كذا). وسمعت يحيى بن موسى يقول : قال عبد الرزاق : هو مالك بن أنس.
وأخرجه أحمد في المسند ٢ / ٢٩٩.
(٢) ج ٨ / ٣٥٤ ، ٣٥٥.