قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

أعلام الدين في صفات المؤمنين

أعلام الدين في صفات المؤمنين

462/532
*

والمؤمنون : هذه درجة محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله .

ثم قال : أقبل يوم القيامة [ متّزراً ] (١) بريطة (٢) من نور ، عليَّ تاج الملك وإكليل الكرامة ، وأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب أمامي ، ومعه لوائي ـ وهو لواء الحمدـمكتوب عليه لا إله إلاّ الله المؤمنون الفائزون المفلحون ، فإذا مررنا بالملائكة قالوا : ملكان مقربان ، وإذا مررنا بالنبيين قالوا : نبيّان مرسلان ، وإذا مررنا بالمؤمنين قالوا : نبيّان ولم يعرفوهما ، حتى أعلو الدرجة ، وعليّ أسفل بمرقاة وبيده لوائي ، فلا يبقى يومئذ ملك ولا نبي ولا صديق ولا شهيد ولا مؤمن ، إلاّ رفعوا رؤوسهم إلينا يقولون : طوبى لهذين السعيدين ، ما اكرمهما على الله ، فيأتي النداء من عند الله ، يسمع النبيون والخلائق أجمعون : هذا محمدحبيبي ، وهذا عليّ وليي ، طوبى لمن أحبه ، وويل لمن أبغضه وكذب عليه.

ثم قال : يا علي ، فلا يبقى أحد يومئذ ـ في مشهد القيامة ـ ممن يحبّك ويتولاك ، إلاّ ابيضَّ وجهه وفرح قلبه ، ولا يبقى أحد ممن أبغضك أونصب لك حرباً أوعاداك أو جحد لك حقّاً ، إلاّ اسودّ وجهه ورجفت قدماه ، فبينما نحن كذلك ، إذ أقبل ملكان : أحدهما رضوان ، فيقول : السلام عليك يا رسول الله ، فأردُّ عليه‌السلام وأقول له : أيها الملك ، ما أحسن وجهك ، وأطيب ريحك! فمن أنت؟ فيقول : أنا رضوان خازن الجنة ، أمرني رب العزة أن اتيك بمفاتيح الجنة ، فخذها يا أحمد.

فأقول : قد قبلت ذلك من ربي ، فله الحمد على ما أنعم به ، ثم أدفعها إلى أخي أمير المؤمنين ، فيرجع رضوان.

ثم يدنو ملك فيقول : السلام عليك يا رسول الله ، فأقول : وعليك السلام ، أيها الملك ، فمن أنت؟ فيقول : أنا مالك خازن النيران ، أمرني ربّ العزة أن اتيك بمفاتيح النار ، فخذها يا أحمد.

فأقول : قد قبلت ذلك من ربي ، فله الحمد على ما أنعم ، ثم أدفعها إلى أخي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، ثم يرجع مالك خازن النار.

ويقبل عليّ ومعه مفاتيح الجنة ومفاتيح النار ، فيجلس على كرسي من نور ، على شفير جهنم ، وقد أخذ زمامها بيده ، فإن شاء مدّها يمنةً ، وإن شاء مدّها يسرة ، فتقول

__________________

١ ـ أثبتناه من تفسير القمي.

٢ ـ الريطة : كل مُلاءة ليست بلفقين ، وقيل : كل ثوب رقيق لين « النهاية ـ ريط ـ ٢ : ٢٨٩ ».