في واحد بعد آخر ، فإذا كان الخالق على صورة المخلوق فبم يستدل على أن أحدهما خالق صاحبه؟ ، وقالوا : إن الملائكة من ولد آدم ، كل من صار في أعلى درجة من دينهم خرج من منزلة الامتحان والتصفية فهو ملك ، فطورا تخالهم نصارى في أشياء ، وطورا دهرية يقولون إن الأشياء على غير الحقيقة ، فقد كان يجب عليهم أن لا يأكلوا شيئا من اللحمان لأن الدواب كلها عندهم من ولد آدم حوّلوا من صورهم فلا يجوز أكل لحم القربات».
فإذا تأملت في هذه الرواية علمت أن الإمام الصادق (ع) يرى أن القائل بالتناسخ كافر لأنه وأمثاله تركوا الدين وزينوا لأنفسهم الضلالات ولأنهم قالوا بأنه لا جنة ولا نار ولا بعث ولا نشور ، وأن القيامة عندهم على ما وصفه في كلامه (ع) ولأنهم يقولون إن الله تعالى له صورة كصورة المخلوقين وهذا موجب للكفر أيضا ، ولأنهم يرون أن إلههم ينتقل في الأجسام كما هي مقالة أهل العقائد القائلين بحلول إلههم في المخلوق ، وطورا تراهم كالدهرية لأنهم يرون أن الطبيعة ليست إلها ، وأن الأشياء خلقت على غير الحقيقة أي بالإهمال من دون أن يكون لها صانع راعى