في قالب آخر ، فإن كان محسنا في القالب الأول أعيد في قالب أفضل منه حسنا في أعلى درجة من الدنيا ، وإن كان مسيئا أو غير عارف صار في بعض الدواب المتعبة في الدنيا أو في هوام مشوبة الخلقة ، وليس عليهم صوم (١) ولا صلاة ولا شيء من العبادة أكثر من معرفة ما تجب عليهم معرفته ، وكل شيء من شهوات الدنيا مباح لهم من فروج النساء وغير ذلك من الأخوات والبنات والخالات وذوات البعولة ، وكذلك الميتة والخمر والدم ، فاستقبح مقالتهم كل الفرق ، ولعنهم كل الأمم ، فلما سئلوا الحجة زاغوا وحاروا ، فكذب مقالتهم التوراة ، ولعنهم الفرقان (٢) ، وزعموا مع ذلك أن إلههم ينتقل من قالب إلى قالب ، وأن الأرواح الأزلية هي في آدم ، ثم هلم جرا تجري إلى يومنا هذا
__________________
(١) ويوجد في هذا الزمان من ينسب إليه القول بالتناسخ ويقول بأنه ليس عليهم صوم ولا صلاة إلى آخر ما ذكره (ع).
(٢) الآية الدالة على لعنهم ما ورد في سورة الإسراء ؛ الآية : ١٧ ، وفي آخرها قوله تعالى : (ثُمَّ جَعَلْنا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاها مَذْمُوماً مَدْحُوراً) ، والدحر هو الإبعاد عن الرحمة ومثله اللعن ، والآيات الواردة في ذم منكري البعث كثيرة جمعها في البحار ج ٣ من ص ١٦٥ إلى ص ١٧٠ ، ط حجري. والقائلون بالتناسخ ينكرون البعث والجنة والنار.