ومن ذلك الشذوذ الاعتقاد بتناسخ الأرواح وانتقالها بعد الموت إلى أبدان أخرى ، وقد قال به جماعة ممن كان يتسم بالإسلام جهلا وتقصيرا منهم إذ قالوا ، وقبلهم قال به جماعة من الدهريين والفلاسفة القدامى ، ونسب القول به إلى أفلاطون.
ولا غرو إذا وقع الفيلسوف في مثل هذا فإن الفلسفة قد لا تجر صاحبها ـ في الأكثر ـ إلى حقيقة بل إلى شكوك وأوهام ، وقلّ من ينجو من الفلاسفة من الوقوع في المفاسد أو فساد العقيدة ، إذ الفيلسوف الذي لا يتقيد بنواميس شريعة سماوية ، ولا يقف عند تلك الشريعة ولا عند العقائد الإسلامية المستفادة من النبي (ص) ومن القرآن ، لا بد من أن يقع في فساد من العقيدة.
وترى بعض أهل التناسخ قد استدلوا على دعواهم بآيات من القرآن لا تدل على مدعاهم ، ولكنهم أوّلوها على ما يريدون ، وسنوقفك على هذه الآيات وعلى بطلان دعواهم في تفسيرها وشطحاتهم فيه.
وتراهم اعتمدوا في القول بالتناسخ على شبهات وعلى دليل يصفونه بأنه دليل عقلي ، والعقل قاصر عن معرفة حقيقة النفس.