الموت رجوعان ، رجوع في حال السؤال في القبر فإنها تعود إلى بعض كما دلت عليه الروايات ، ورجوع إليه يوم القيامة ، ولها تعلق مثالي بالجسم في عالم البرزخ وفي جميع هذه الأحوال الثلاثة لا يلزم التناسخ الباطل ، لعدم رجوع النفس إلى جسم عنصري آخر حتى تلزم محاذير بطلان التناسخ التي أوضحناها في الوجوه الأربعة الدالة على بطلان التناسخ وعلى عدم إمكانه عقلا.
أما في البرزخ فإن الأحاديث الواردة عن أهل البيت (ع) تدل على أن النفس تتعلق بجسم مثالي يشبه أجسام الملائكة ، فالأجسام التي تتعلق بها النفوس في البرزخ أجسام وقوالب مثالية ، وأشباح تماثل الجسم الذي كانت تتعلق به في الدنيا (١).
وأما في الآخرة فالذي ذكره المحققون من فلاسفة الإسلام ومتكلميهم هو أن الله يعيد الأبدان الأولية العنصرية بما لها الأجزاء الأصلية فيؤلفها بدنا على شكله الذي كانت عليه في الدنيا (٢) ، وتدل الآيات
__________________
(١) راجع البحار ج ٣ ص ١٤٧ و ١٤٨ ط حجري.
(٢) راجع البحار ج ٣ ص ١٤٩ ، وشرح التجريد للعلامة الحلي في بحث المعاد الجسماني.