على رجوعها إلى بدنها الذي كان لها في الدنيا.
وقال العلامة المحقق الشيخ بهاء الدين العاملي رحمهالله : قد يتوهم أن القول بتعلق الأرواح بعد مفارقتها الأبدان العنصرية بأشباح أخر كما دلت عليه الأحاديث قول بالتناسخ ، وهذا توهم سخيف لأن التناسخ الذي أطبق المسلمون على بطلانه هو تعلق الأرواح بعد خراب أجسادها بأجسام أخر ، في هذا العالم ، إما عنصرية ، كما يزعم بعضهم ويقسمه إلى النسخ والمسخ والفسخ والرسخ ، أو فلكية ابتداء إلى أن قال : «وأما القول بتعلقها في عالم آخر بأبدان مثالية مدة البرزخ إلى أن تقوم قيامتها الكبرى فتعود إلى أبدانها الأولية بإذن مبدعها أما بجميع أجزائها المتشتتة أو بإيجادها من كتم العدم كما أنشأها أول مرّة ، فليس من التناسخ في شيء» (١).
وقد يرجع إلى كلامهم هذا ما ذكره الفيلسوف صدر المتألهين في (الأسفار) (٢) قال ما حاصله : «إن النفس تعود إلى البدن الدنيوي لا من حيث المادة بل من حيث الصورة لأن وجود كل شيء بصورته لا بمادته التي
__________________
(١) نقل كلامه هذا البحار ج ٣ ص ١٤٩ و ١٥٠ ط حجري.
(٢) ص ١٠٥ ج ٤ ط حجري.