حصولها لها مراتب القوة والفعل للبدن فهما في هذه المراتب متكافئان.
وهذا التكافؤ بين هذه المراتب هو نتيجة كون التركيب بينهما اتحاديا ، أي كون الاتحاد بينهما في الوجود ، إذ مقتضى هذا الاتحاد أن يسيرا في هذا الترقي والتحول جنبا لجنب ، لا يتخلف أحدهما في مراتب ترقيه وتحولاته من القوة إلى الفعل عن الآخر في مراتب ترقيه.
وإنما كان لهما هذا الترقي من القوة (١) إلى الفعل لأن كلا منهما متحرك بالحركة الجوهرية الاستكمالية ، والجوهر في حركته الذاتية ينتقل من القوة إلى الفعل متدرجا إلى آخر مراتب كماله المتوقعة.
٤ ـ إن النفس بعد خروجها من البدن تكون قد بلغت مرحلة الفعلية أي بلغت آخر مراحل استكمالها ،
__________________
(١) القوة هي مبدأ الفطرة والاستعداد والتطور ، والوجود الضعيف الذي من ضعفه يقال له : قوة الوجود ، وإنما يقال له ذلك إذا قيس إلى العدم المحض ، والفعل هو في البدن بلوغه إلى تمام الخلقة وآخر مراحل التكامل فيها بحيث لا يبقى بعدها تكامل مترقب ، وفي النفس أن تبلغ آخر مراتب استكمالها ، ولا يبقى لها وهي في البدن وجود كامل متوقع.