وما يروونه من أمر سهيل أنه كان عشّارا باليمن ، فقال (ع) : «كذبوا في قولهم ، إنهما كوكبان ، وإنهما إنما كانتا دابتين من دواب الأرض فغلط الناس ، وظنوا أنهما كوكبان ، وما كان الله عزوجل ليمسخ أعداءه أنوارا مضيئة ثم يبقيها ما بقيت السماوات والأرض ، وأن المسوخ لم تبق أكثر من ثلاثة أيام حتى ماتت ، وما تناسل منها شيء ، وما على وجه الأرض مسخ ، وإن التي وقع عليها المسوخية مثل القرد والخنزير وأشباهها ، إنما هي مثل ما مسخ الله على صورها قوما غضب الله عليهم ولعنهم بإنكارهم توحيد الله وتكذيبهم رسله ، وأما هاروت وماروت فكانا ملكين علّما الناس السحر ليحترزوا عن سحر السحرة ويبطلوا به كيدهم ، وما علما أحدا من ذلك شيئا الّا قالا له : «إنما نحن فتنة فلا تكفر» فكفر قوم باستعمالهم لما أمروا بالاحتراز منه ، وجعلوا يفرقون بما تعلموه بين المرء وزوجه ، قال الله عزوجل : (وَما هُمْ بِضارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ) يعني بعلمه» (١).
وهاتان الروايتان أيضا تدلان على ما ذكرناه ،
__________________
(١) عيون أخبار الرضا ، ج ١ ط دار العلم في قم ١٣٧٧ ه ، سورة البقرة ، الآية : ١٠٢.