سورة الأنفال
وهي مدنيّة بإجماعهم. وحكى الماورديّ عن ابن عباس أنّ فيها سبع آيات مكّيّات ، أوّلها : (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا) (١).
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ قُلِ الْأَنْفالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللهَ وَأَصْلِحُوا ذاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (١))
قوله تعالى : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ) في سبب نزولها ثلاثة أقوال :
(٦٠٨) أحدها : أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال يوم بدر : «من قتل قتيلا فله كذا وكذا ، ومن أسر أسيرا فله كذا وكذا» ، فأمّا المشيخة ، فثبتوا تحت الرّايات ، وأما الشّبّان ، فسارعوا إلى القتل والغنائم ، فقال المشيخة للشّبان : أشركونا معكم ، فإنّا كنّا لكم ردءا ؛ فأبوا ، فاختصموا إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فنزلت سورة (الأنفال) ، رواه عكرمة عن ابن عباس.
(٦٠٩) والثاني : أنّ سعد بن أبي وقّاص أصاب سيفا يوم بدر ، فقال : يا رسول الله ، هبه لي ، فنزلت هذه الآية ، رواه مصعب بن سعد عن أبيه. وفي رواية أخرى عن سعد قال : قتلت سعيد بن العاص ، وأخذت سيفه فأتيت به رسول الله ، فقال : «اذهب فاطرحه في القبض» فرجعت ، وبي ما لا
____________________________________
(٦٠٨) حسن. ورد عن ابن عباس أخرجه أبو داود ٢٧٣٧ و ٢٧٣٨ و ٢٧٣٩ والنسائي في «التفسير» ٢١٧ وابن أبي شيبة ١٤ / ٣٥٦ والحاكم ٢ / ١٣١ و ١٣٢ و ٣٢٦ و ٣٢٧ ، وابن حبان ٥٠٩٣ والطبري ١٥٦٦٢ و ١٥٦٦٣ و ١٥٦٦٤ ، والبيهقي ٦ / ٢٩١ و ٢٩٢ و ٣١٥ و ٣١٦ ، وصححه الحاكم ، ووافقه الذهبي.
وأخرجه عبد الرزاق في «مصنفه» ٩٤٨٣ من وجه آخر عن ابن عباس بنحوه لكن إسناده ساقط فيه محمد بن السائب الكلبي متروك متهم. انظر «تفسير القرطبي» ٣١٨١ بتخريجنا.
(٦٠٩) صحيح. أخرجه ابن أبي شيبة ١٢ / ٣٧٠ وسعيد بن منصور ٢٦٨٩ وأحمد ١ / ١٨٠ والطبري ١٥٦٧١ والواحدي ٤٦٨. وورد من وجه آخر أخرجه مسلم ١٧٤٨ مختصرا ومطولا وأبو داود ٢٧٤٠ والترمذي ٣٠٧٩ و ٣١٨٩ والنسائي في «التفسير» ٢١٦ والبخاري في الأدب المفرد ٢٤. وأبو يعلى ٧٣٥ و ٧٨٢ واستدركه الحاكم ٢ / ١٣٢ والبيهقي ٦ / ٢٩١ والواحدي ص ١٧٣ من حديث سعد بن أبي وقاص ، بألفاظ متقاربة.
__________________
(١) سورة الأنفال : ٣٠.