سورة هود
فصل في نزولها : روى ابن أبي طلحة عن ابن عباس أنها مكّية كلّها ، وبه قال الحسن ، وعكرمة ، ومجاهد ، وجابر بن زيد ، وقتادة. وروي عن ابن عباس أنه قال : هي مكّية ، إلّا آية ، وهي قوله تعالى : (وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ) (١) ، وعن قتادة نحوه. وقال مقاتل : هي مكّية كلّها ، إلّا قوله : (فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحى إِلَيْكَ) (٢) وقوله : (أُولئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ) (٣) وقوله : (إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ) (٤). وروى أبو بكر الصّديق رضي الله عنه قال :
(٧٨٨) قلت : يا رسول الله ، عجل إليك الشّيب ، قال : «شيّبتني هود وأخواتها : الحاقّة ، والواقعة ، وعمّ يتساءلون ، وهل أتاك حديث الغاشية».
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(الر كِتابٌ أُحْكِمَتْ آياتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ (١))
فأمّا (الر) فقد ذكرنا تفسيرها في سورة يونس.
____________________________________
(٧٨٨) صحيح ، أخرجه الترمذي ٣٢٩٧ ، والحاكم ٢ / ٣٤٤ ـ ٤٧٦ ، والبزار في «البحر الزخار» ١ / ١٧٠ من حديث ابن عباس عن أبي بكر به وإسناده صحيح. وصححه الحاكم ، ووافقه الذهبي ، وكذا صححه الألباني في صحيح الترمذي ٣ / ١١٣. وهو كما قالوا. وأخرجه أبو يعلى ١٠٧ عن عكرمة عن أبي بكر وهذا منقطع لكن الحجة بما قبله. وله شاهد من حديث أنس : أخرجه البزار ٩٢ «البحر الزخار» ولفظه «قلت : يا رسول الله عجل إليك الشيب ، قال : شيبتني هود وأخواتها ، والواقعة ، والحاقة ، عم يتساءلون ، وهل أتاك حديث الغاشية». وله شاهد من حديث أبي سعيد الخدري قال : «قال عمر بن الخطاب : يا رسول الله! أسرع إليك الشيب ، قال : شيبتني هود وأخواتها : الواقعة ، وعم يتساءلون ، وإذا الشمس كورت» أخرجه البيهقي في «الدلائل» ١ / ٣٥٨ وفيه عطية العوفي واه. وله شاهد من حديث سهل بن سعد الساعدي قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «شيبتني هود وأخواتها : الواقعة والحاقة ، وإذا الشمس كورت». أخرجه الطبراني ٥٨٠٤ ، وقال الهيثمي في «المجمع» ١١٠٧٥ : فيه سعيد بن سلام العطار ، كذاب. وله شاهد من حديث أبي جحيفة قال : قالوا : يا رسول الله قد شبت ، قال : «شيبتني هود وأخواتها». أخرجه الترمذي في «الشمائل» ٤١ ، وأبو يعلى ٨٨٠ ، والبغوي ٤٠٧١. وانظر «تفسير الشوكاني» ١٢٢٠ و ١٢٣٠ بتخريجنا.
__________________
(١) سورة هود : ١١٤.
(٢) سورة هود : ١٢.
(٣) سورة هود : ١٧.
(٤) سورة هود : ١١٤.