سورة الانعام
فصل في نزولها : روى مجاهد عن ابن عباس : أنّ سورة الأنعام مما نزل بمكّة. وهذا قول الحسن ، وقتادة ، وجابر بن زيد.
(٤٨٨) وروى يوسف بن مهران عن ابن عبّاس ، قال : نزلت سورة الأنعام جملة ليلا بمكّة. وحولها سبعون ألف ملك.
(٤٨٩) وروى أبو صالح عن ابن عبّاس قال : هي مكيّة ، نزلت جملة واحدة ، ونزلت ليلا ؛ وكتبوها من ليلتهم ، غير ست آيات منها مدنيّات (قُلْ تَعالَوْا أَتْلُ ما حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ) إلى آخر الثّلاث آيات (١) ، وقوله : (وَما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ) (٢) الآية. وقوله : (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً أَوْ قالَ أُوحِيَ إِلَيَ) (٣) إلى آخر الآيتين. وذكر مقاتل نحو هذا. وزاد آيتين : قوله : (وَالَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِ) (٤) ، وقوله : (الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَعْرِفُونَهُ) (٥).
وروي عن ابن عباس ، وقتادة قالا : هي مكّيّة ، إلّا آيتين نزلتا بالمدينة ؛ قوله : (وَما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ). وقوله : (وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشاتٍ) (٦). وذكر أبو الفتح بن شيطاء : أنّها
____________________________________
(٤٨٨) روي موقوفا ومرفوعا ، والمرفوع لا يصح ، والصحيح موقوف.
ـ أما الموقوف ، فأخرجه الطبراني ١٢ / ١٢٩٣٠ من طريق علي بن زيد عن يوسف بن مهران عن ابن عباس موقوفا ، وإسناده ضعيف لضعف علي بن زيد بن جدعان ، وورد من وجوه أخر موقوفا ، وهو الراجح.
ـ وورد مرفوعا بنحوه عن جماعة من الصحابة فقد أخرجه الطبراني في «الأوسط» ٦٤٤٣ وابن مردويه كما في «تفسير ابن كثير» ٢ / ١٥٩ من حديث أنس. وقال الهيثمي في «المجمع» ١٠٩٩٢ : رواه الطبراني عن شيخه عمر بن عبد الله بن عرس عن أحمد بن محمد السالمي ولم أعرفهما ، وبقية رجاله ثقات ا. ه.
قلت : ابن عرس توبع عند ابن مردويه ، فانحصر الإسناد في أحمد السالمي ، وقد تفرد به.
ـ وفي الباب من حديث ابن عمر عند الطبراني في «الصغير» ٢٢٠ وقال الهيثمي في «المجمع» ١٠٩٩١ : وفيه يوسف بن عطية الصفّار ، وهو ضعيف ا ه. بل متروك. ومن حديث جابر عند الحاكم ٢ / ٣١٥ ، وصححه ، ورده الذهبي بقوله : لا والله لم يدرك جعفر السدي ، وأظن هذا موضوعا اه.
(٤٨٩) موقوف ، صدره له شواهد منها ما تقدم ، وعجزه واه بمرة. عزاه المصنف لأبي صالح عن ابن عباس ، وأبو صالح غير ثقة في ابن عباس ، وروايته الكلبي ، وهو ممن يضع الحديث ، ولفظ «غير ست آيات ...» واه ليس بشيء.
__________________
(١) سورة الأنعام : ١٥١ ـ ١٥٣.
(٢) سورة الأنعام : ٩١.
(٣) سورة الأنعام : ٩٢.
(٤) سورة الأنعام : ١١٤.
(٥) سورة الأنعام : ٢١.
(٦) سورة الأنعام : ١٤١.