المحدود بالنسبة إلى أولياء المقتول ، لأنها تنفس عنهم المشاعر الحادة التي يمكن أن تنفجر في مساحة أكبر ، وهذا ما نستوحيه من الآية الكريمة في قوله تعالى : (وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنا لِوَلِيِّهِ سُلْطاناً فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كانَ مَنْصُوراً) [الإسراء : ٣٣]. وهي من جهة أخرى تمثل عنصرا رادعا للآخرين الذين يفكرون في القيام بجريمة القتل ضد أفراد آخرين ، أو الذين يستسلمون لبعض حالات الانفعال التي يفقدون معها التوازن في التصرف ، فإن هذه العقوبة تصلح لأن تدفع بالإنسان إلى التفكير طويلا قبل الإقدام على الجريمة.
وربما نضيف إلى الموضوع بعدا ثالثا ، وهو التشديد على الموقف المبدئي ضد الظلم بالتحرك لمعاقبة الظالمين كأسلوب عملي من أساليب إزالته من الأرض.
٣ ـ إن التركيز على العقلية الفردية في العمل وفي التشريع ، يجعلنا نعيد النظر في كثير من المبادئ التي يسير عليها الناس في مختلف أوضاعهم ، فنحن نرى أن الأمة تضحّي بالآلاف من الجنود من أجل الحفاظ على عزتها وكرامتها وسلامتها ، وذلك في الحالات التي تتعرض فيها للخطر من القوى الظالمة الغاشمة التي تريد أن تستعبدها وتستعمرها.
ولا يمكن الانسجام مع ذلك إلا على أساس التفكير الاجتماعي الذي يفرض نفسه على الحياة في حالات الحرب والسلم ، لأن التفكير الفردي لا يوافق على أن تضحي بنفسك من أجل الآخرين ، ولا فرق في هذا المجال بين أن يضحي الإنسان بنفسه في سبيل الآخرين باختياره ، وبين أن يضحي المجتمع بالفرد إذا كانت التضحية به شرطا لسلامة المجتمع في ما إذا كان عنصرا فاسدا أو عضوا مشلولا. أمّا السلبيات التي تحدث من خلال ذلك فإنها طبيعية في كل تشريع تتقدم فيه الإيجابيات على السلبيات ، لأننا لا نجد أيّ حل لأية