(عُفِيَ) : العفو : الترك ، عفت الدار : تركت حتى درست ، والعفو عن المعصية: ترك العقاب عليها ، وقيل : معنى العفو ها هنا : ترك القود بقبول الدية من أخيه.
(أَخِيهِ) : الأخوة إذا كانوا ينتسبون لأب ، أو لأم.
(وَأَداءٌ) : التأدية تبليغ الغاية.
* * *
في القصاص حياة
في هذا الفصل من القرآن ، نلتقي بالجو التشريعي الذي بدأه القرآن في هذه السورة ليشرع للناس الأحكام التي تتصل بحياتهم العامة في الواقع الجنائي وفي واقع العلاقات المتنوعة التي تحكم تصرفاتهم تجاه أنفسهم ، وتجاه ربهم ، وتجاه غيرهم من الذين يرتبطون بهم في الحياة.
فمن هذه الأحكام ، حكم القصاص ، الذي تعرضت له هاتان الآيتان في موضوع جناية القتل ، التي تعتبر من الجرائم الكبيرة في حياة الناس لأنها تمثل الاعتداء على الحياة ، وبذلك كانت تشكل خطرا عظيما على مسار الوجود الإنساني ، مما جعل من قضية معالجتها ومواجهتها قضية حيوية في مجالات النظرة الواقعية للمشكلة في إطار التشريع ، ليمكن من خلالها المحافظة على سلامة الفرد والمجتمع .. فكان القصاص هو العلاج الحاسم للجريمة من وجهة النظر الإسلامية ، كحق يملكه ولي المقتول ، فله أن يقتل القاتل جزاء على جريمته ، وله أن يعفو عنه في مقابل الدية التي يدفعها إلى أولياء المقتول ، وله أن يعفو عنه بدون مقابل. ويلتقي الجانب التفسيري بنقطتين :