المشتبهين في الاسم المختلفين في المعنى» (١).
* * *
الصدق من لوازم الإيمان
(أُولئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا) في عقيدتهم وفي كلماتهم ، وفي التزاماتهم ، وفي علاقاتهم وفي مواقفهم العملية في الحياة ، وفي مواجهتهم لقضايا الحاضر والمستقبل في ما يؤيدون وفي ما يرفضون وفي ما يتحركون على المدى الطويل في حياة الفرد والمجتمع والأمة كلها ، فإن الإيمان هو صنو الصدق ، لأن الإيمان يرتبط بالحق ، والصدق يجسّد الحقيقة ، ولهذا ورد في بعض الكلمات المأثورة عن أئمة أهل البيت عليهمالسلام ، بأن المؤمن قد يكون جبانا أو بخيلا ولكنه لا يكون كذّابا. وقد ورد في كلمات أخرى ، ان طريق اختبار الإيمان هو النظر إلى صدق الإنسان في كلماته. ولذلك جاءت هذه الصفة لتكون أساسا للشخصية الإسلامية الصادقة.
وربما كان اختصار كلمة الصدق لكل تلك الصفات انطلاقا من أن حركة هذه الصفات المتصلة بالجانب الإيماني والعملي ، كانت نتيجة للجدية التي تفرضها الشخصية الإسلامية في انفتاحها على الحقيقة في الفكر والسلوك بحيث يكون الموقف متطابقا مع الخط المستقيم في دائرة الحق ، وذلك هو سرّ اتصاف الشخصية في هؤلاء بكلمة الذين صدقوا. والله العالم.
* * *
__________________
(١) مجمع البيان ، ج : ١ ، ص : ٤٧٤ ـ ٤٧٥.