طويلة يتحتم على كلّ
طالب دراسته قبل الشروع في دروس الفقه والاُصول.
ولكن جعلُه متناً دراسياً مع جميع
محاسنه القيّمة لا يخلو من نواقص أساسية : منها : اشتماله على الأشعار المبتذلة
التي لا تلائم روح الزهد والتقوى السائدين في المراكز العلميّة للشيعة.
وممّا يلزم الالتفات إليه أنه لا ضرورة
للالتجاء إلى الأشعار المنافية للأخلاق لإثبات حكم من الأحكام النحوية ، لأن
المعيار العام في الاستدلال هي حجّية الأشعار والكلمات والأمثال ، وتحصيل الأبيات
المشتملة على مضامين راقية مع كونها في نفس الأمر حجة ، وإن يطلب وقتاً واسعاً وجهداً
جاهداً لكنّه ليس بمحال.
ومن الممكن أنّ ابن هشام لاعتقاده الخاص
، لم يكن ليجوّز لنفسه أن يورد في كتابه الأشعار التي ذكرت في مدح أهل البيت
(عليهم السلام) أو رثائهم ، ولهذا لاتُرى في «المغني» الأبيات التي نقلت في حقهم
(عليهم السلام) إلاّ رقم قليل جداً لايتجاوز الأصابع ، وأمّا نحن فاستشهدنا بتلك
الأشعار وبكثير من المنظومات العالية المضامين. والأمر المهم الذي ينبغي أن يراعى
في رأينا هو أن لاتذكر أشعار المولّدين ـ نعني بهم طبقةً من الشعراء الذين لايجوز
الاستناد إلى أشعارهم ـ ويلاحظ زمن إنشاء الشعر ومكانه وهي الخطوة الأساسية في علم
اُصول النحو.
ومنها : عدم تناسب حجمه الكبير ، المدة
التي خصّصت لدراسته في الحوزات العلميّة ، وذلك لأن الفترة التي خصّصت لدراسة
المغني ، تكفي لثلثه والكتاب على النظم الموجود يتدرس فيه من المغني مباحث علمية
كثيرة التي لايستغني الطالب عن دراستها والتعرف عليها.
ومنها : تكثير الأمثلة ، المملّ في بعض
المباحث ، والخروج من المطلب في جملة من المسائل ، فقد تجنّبنا هذين الأمرين ، وحرّرنا
الكتاب عنهما ، وذكرنا من