عن العمل ، والباء زائدة في المبتدأ.
(كَأيِّن)
اسم مركب من كاف التشبيه و «أيّ» المنونة؛ ولذلك جاز الوقف عليها بالنون؛ لأن التنوين لما دخل في التركيب أشبه النون الأصلية؛ ولهذا رسم في المصحف نوناً ، ومن وقف عليها بحذفه اعتبر حكمه في الأصل وهو الحذف في الوقف.
وتوافق «كأيِّنْ» «كم» (١) في خمسة اُمور : الإبهام ، والافتقار إلى التمييز ، والبناء ، ولزوم التصدير ، وإفادة التكثير تارةً وهو الغالب ، نحو قوله تعالى : (وَكَأيِّنْ مِنْ نَبي قاتَلَ مَعَهُ رِبّيُّون كَثيرٌ) (آل عمران / ١٤٦) وقول عمرو بن معديكَرِب :
١٦١ ـ وكائنْ كان قبلك مِن نعيم |
|
ومُلك ثابت في الناس راسي (٢) |
والاستفهام اُخرى ، وهو نادر ولم يثبته إلاّ ابن قتيبة وابن عصفور وابن مالك ، واستدل عليه بقول اُبي بن كعب لابن مسعود : «كأيِّنْ تقرأ سُورةَ الأحزاب آيةً؟» فقال : ثلاثاً وسبعين.
__________________
١ ـ اعلم : أنّ ابن هشام قدّم بحث «كم» على هذا البحث ولهذا قال : توافق «كأين» «كم» في خمسة اُمور وتخالفها في خمسة اُمور ونحن عكسنا البحث ؛ لأجل الترتيب وهذا يقتضي أولوية إرجاع الاشتراكات والافتراقات إلى بحث «كم» ولكن هذا مخالف للأصل الذي هو أساس هذا المختصر وهو عدم تغيير العبارة إلا لنكتة معتدّ بها أو لأجل التلخيص ، مع أن أحكام «كم» مشهورة فحينئذ لايحتاج إلى التغيير.
٢ ـ السيرة النبوية ١/٤٢ وخطابه إلى قيس بن مَكشوح.