(وَلاتَ حِينَ مَناص) (ص /٣) : لا أرى حينَ مناص ، وعلى قراءة الرفع : ولا حينُ مناص كائنٌ لهم.
الثاني : أنها تعمل عملَ «إنّ» ؛ فتنصب الاسم وترفع الخبر ، وهذا قول آخر للأخفش.
الثالث : أنها تعمل عمل «ليس» وهو قول الجمهور.
وعلى كل قول فلا يذكر بعدها إلاّ أحد المعمولين ، والغالب أن يكون المحذوف هو المرفوع كقول أميرالمؤمنين (عليه السلام) : «وقد أدْبَرَتِ الحِيلةُ وأقْبَلَتِ الغيلَةُ وَلات حينَ مناص» (١).
واختلف في معمولها؛ فنصّ الفراء على أنها لا تعمل إلاّ في لفظة الحين ، وهو ظاهر قول سيبويه ، وذهب الفارسي وجماعة إلى أنها تعمل في الحين وفيما رادَفَهُ ، قال الزمخشري : زيدت التاء على «لا» وخُصَّت بنفي الأحيان.
(لعلّ)
حرف ينصب الاسم ويرفع الخبر ، قال بعض أصحاب الفرّاء : وقد ينصبهما ، وزعم يونس أن ذلك لغة لبعض العرب وحكى : «لعل أباك منطلقا» وتأويله عندنا على إضمار «يوجد» لا «يكون» خلافاً للكسائي؛ لعدم تقدّم «إنْ ولَوْ» الشرطيتين.
وعقيل يخفضون بها المبتدأ كقوله (٢) :
__________________
١ ـ نهج البلاغة : ط ٢٣٣/٧٧١.
٢ ـ قال السيوطي : هذا من قصيدة لكعب بن سعد وحكى عن القالي أنّه قال في أماليه : «بعض الناس يروي هذه القصيدة لكعب بن سعد الغنوي ، وبعضهم يرويها بأسرها لسهم الغنوي». شرح شواهد المغني : ٢/٦٩٢.