وعن علي رضي الله عنه : تصدق أبو بكر رضي الله تعالى عنه بماله كله فلامه جمع فنزلت.
(وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَواحِشَ وَإِذا ما غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ (٣٧) وَالَّذِينَ اسْتَجابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ)(٣٨)
(وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَواحِشَ وَإِذا ما غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ وَالَّذِينَ) بما بعده عطف على (لِلَّذِينَ آمَنُوا) أو مدح منصوب أو مرفوع ، وبناء (يَغْفِرُونَ) على ضميرهم خبرا للدلالة على أنهم الأخصاء بالمغفرة حال الغضب ، وقرأ حمزة والكسائي «كبير الإثم».
(وَالَّذِينَ اسْتَجابُوا لِرَبِّهِمْ) نزلت في الأنصار دعاهم رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى الإيمان فاستجابوا له. (وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورى بَيْنَهُمْ) ذو شورى بينهم لا ينفردون برأي حتى يتشاوروا ويجتمعوا عليه ، وذلك من فرط تدبرهم وتيقظهم في الأمور ، وهي مصدر كالفتيا بمعنى التشاور. (وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ) في سبيل الله الخير.
(وَالَّذِينَ إِذا أَصابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ (٣٩) وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها فَمَنْ عَفا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ) (٤٠)
(وَالَّذِينَ إِذا أَصابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ) على ما جعله الله لهم كراهة التذلل ، وهو وصفهم بالشجاعة بعد وصفهم بسائر أمهات الفضائل وهو لا يخالف وصفهم بالغفران ، فإنه ينبئ عن عجز المغفور والانتصار عن مقاومة الخصم ، والحلم عن العاجز محمود وعن المتغلب مذموم لأنه إجراء وإغراء على البغي ، ثم عقب وصفهم بالانتصار للمنع عن التعدي.
(وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها) وسمى الثانية (سَيِّئَةٍ) للازدواج ، أو لأنها تسوء من تنزل به. (فَمَنْ عَفا وَأَصْلَحَ) بينه وبين عدوه. (فَأَجْرُهُ عَلَى اللهِ) عدة مبهمة تدل على عظم الموعود. (إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ) المبتدئين بالسيئة والمتجاوزين في الانتقام.
(وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولئِكَ ما عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ (٤١) إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ)(٤٢)
(وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ) بعد ما ظلم ، وقد قرئ به. (فَأُولئِكَ ما عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ) بالمعاتبة والمعاقبة.
(إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ) يبتدئونهم بالإضرار ويطلبون ما لا يستحقونه تجبرا عليهم.
(وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) على ظلمهم وبغيهم.
(وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (٤٣) وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَما لَهُ مِنْ وَلِيٍّ مِنْ بَعْدِهِ وَتَرَى الظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذابَ يَقُولُونَ هَلْ إِلى مَرَدٍّ مِنْ سَبِيلٍ)(٤٤)
(وَلَمَنْ صَبَرَ) على الأذى. (وَغَفَرَ) ولم ينتصر. (إِنَّ ذلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) أي إن ذلك منه فحذف كما حذف في قولهم : السمن منوان بدرهم ، للعلم به.
(وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَما لَهُ مِنْ وَلِيٍّ مِنْ بَعْدِهِ) من ناصر يتولاه من بعد خذلان الله إياه. (وَتَرَى الظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذابَ) حين يرونه فذكر بلفظ الماضي تحقيقا. (يَقُولُونَ هَلْ إِلى مَرَدٍّ مِنْ سَبِيلٍ) هل إلى رجعة إلى