أمّا المؤمن فيكون نَفَسُه رَوحاً وريحاناً وجنّةَ نعيم ، لأنّ أعماله الحسنة لها باطن خير ، جميل ، نورانيّ ، وقد ورد في الآثار المعتبرة أنَّ ولاية آل محمّد صلى الله عليه وآله هي الجنّة ، قال سبحانه : (نُورُهُمْ يَسْعَىٰ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا) (١).
وقال تعالى : (يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَىٰ نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم) (٢).
إنّ الأعمال الصالحة والعقائد الحقّة والمعارف الصافية تحوّلت إلى نور ذاتي في كيان المؤمن تُضاء به عرصات الجنّة ، وهذا النور وليد التقوى وغرس العمل الصالح في الدنيا. أمّا الذي يفد على ربّه وليس معه نور فيبقى في الظلمات ليس بخارج منها ، وهذه هي بواطن أعمالهم القبيحة واعتقاداتهم الفاسدة ، فقد ورد في الحديث النبويّ الشريف : اتّقُوا الظلم ، فإنّه ظلمات يوم القيامة (٣).
إنّ باطن أعمال الإنسان ومضامينها قد تتحوّل إلى نور يضيء قلبه فيرى بنور الله ، ولقد ورد في الحديث النبويّ المشهور : اتّقوا فراسة المؤمن فإنّه ينظر بنور الله (٤).
ورأينا في قصّة الشاب العاقّ لوالدته كيف اعتُقل لسانه فل ميستطع التلفّظ بالشهادة ، وحين رضيت عنه والدته نطق بها. وكان هناك رجل أسود يأخذ بحنجرته ، لكنّه ولّى بدعاء النبيّ صلى الله عليه وآله إيّاه ، فولّى الأسود وجاء رجل أبيض اللّون ، حسن الوجه ، طيّب الريح ، حسن الثياب ليتوَلّاه.
إنّ العقوق والبرّ بالوالدين لهما ظواهر وبواطن.
وقد ورد في فضل الصلاة على محمّد وآله صلوات الله عليهم ما رواه الكلينيّ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ التحريم : ٨.
٢ ـ الحديد : ١٢.
٣ ـ الكافي ٢ : ٣٣٢ / ح ١٠ ـ باب الظلم.
٤ ـ عيون أخبار الرضا عليه السلام ٢ : ٢٠٠ / ح ١ ـ الباب ٤٦.