مائة؟ فأعاد ذلك
مرّتين ، ثمّ قال عليه السلام : حدّ الزّنا؟ اتّق الله ، فقلت : جُعلتُ فداك ، فكم
ينبغي لي أن أضربه؟
فقال عليه السلام : واحداً ، فقلت : والله
لو علم أنّي لا أضربه إلّا واحداً ما ترك لي شيئاً إلا أفسده. قال عليه السلام : فاثنتين.
فقلت : جُعلتُ فداك ، هذا هو هلاكي إذاً. قال : فلم أزل أُماكسه حتّى بلغ خمسة ، ثمّ
غضب عليه السلام فقال : يا إسحاق ، إن كنت تدري حدَّ ما أجرم فأقمِ الحدّ فيه ولا
تعْدُ حدود الله .
ولا يختصّ الحكم المزبور بوليّ الطفل ، ففي
معتبرة غياث بن إبراهيم ، عن أبي عبد الله «الصادق» عليه السلام قال : قال أمير
المؤمنين عليه السلام : أدّبِ اليتيمَ بِما تؤدّب منه ولدك ، واضربه ممّا تضرب منه
ولدك ، .
وفي رواية أنّ أحد تلامذته نادى على
مملوكه قائلاً : يا ابن الفاعلة! فأنكر عليه السلام عليه ذلك ، حتّى رفع يده فصكّ
بها جبهتَه الشريفة ، ثمّ قال له : سبحان الله ، تقذف أمّه! قد كنتُ أرى أنّ لك
ورعاً ، فإذا ليس لك ورع ، فقال الرجل : جُعلتُ فداك إنّ أمّه سنديّة مشركة : فقال
عليه السلام : أما علمتَ أنّ لكلّ أمَةٍ نكاحاً؟ تَنَحَّ عني. فما مشى معه بعد ذلك
حتّى فرّق الموت بينهما .
وورد في «الكافي» : عن يعقوب بن الضحّاك
عن رجل من أصحابنا سرّاج ، وكان خادماً لأبي عبد الله عليه السلام ، قال : بعثني
أبو عبد الله «الصادق» عليه السلام في حاجة وهو بالحيرة ، أنا وجماعة من مواليه ، قال
: فانطلقنا فيها ، ثمّ رجعنا مغتمّين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ