لمناجاتِك ، وقَطَعتَ عنه كلَّ شيءٍ يقطعُه عنك.
اَللّهمّ اجعَلْنا مِمّن دأبُهُم الارتياح إليك والحَنين ، ودهرُهمُ الزفرةُ والأنين ، جِباهُهم ساجدة لِعظمتِك ، وعيونُهم ساهرةٌ في خدمتِك ، ودموعُهم سائلةٌ مِن خَشيتِك ، وقلوبُهم متعلّقةٌ بمحبّتِك ، وأفئدتُهم مُنخَلِعةٌ مِن مهابتِك.
يا مَن أنوارُ قُدسِه لأبصارِ مُحبِّيهِ رائقة ، وسُبُحاتُ وجهِه لقلوبِ عارفيهِ شائقة ، يا مُنى قلوبِ المشتاقين ، ويا غايةَ آمالِ المُحبّين ، أسألُك حبَّك وحُبَّ مَن يُحبُّك ، وحُبَّ كلِّ عملٍ يُوصِلُني إلى قُربِك ، وأن تَجعلَك أحبَّ إليَّ ممّا سِواك ، وأن تَجعلَ حُبّي إيّاك قائداً إلى رِضوانِك ، وشَوقي إليك ذائداً عن عِصيانِك ، وامْنُنْ بالنظر إليك علَيّ ، وانظُرْ بعينِ الوُدِّ والعطفِ إليّ ، ولا تَصرِفْ عنّي وجهَك ، واجعَلْني مِن أهلِ الإسعاد والحُظوة عندَك ، يا مُحيبُ يا أرحمَ الراحمين (١).
والحمد لله ربّ العالمين ، وصلّى الله على محمّد وآله الطيّبين الطاهرين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ الصحيفة السجادية المباركة : ٤١٣ ـ المناجاة التاسعة «مناجاة المحبّين».