الواسطة لكان ذوق ، لا كالمبصر الذي لا يمكن أن يلاقى آلة الإبصار بلا واسطة. وإذا مست الآلة المبصرة (١) لم تدرك (٢) البتة ، لكنه بالحرى أن تكون هذه الرطوبة للتسهيل وأنها تتكيف وتختلط (٣) معا ، ولو كان سبيل (٤) إلى الملامسة (٥) المستقصاة من غير هذه الرطوبة لكان يكون ذوق. فإن قيل : ما بال العفوصة تذاق وهى تورث السدد وتمنع النفوذ؟ فنقول : إنها أولا تخالط بوساطة هذه الرطوبة ثم يؤثر أثرها من التكثيف وقد خالطت. والطعوم التي يدركها الذوق هى الحلاوة والمرارة والحموضة والقبض والعفوصة والحرافة والدسومة والبشاعة والتفه. والتفه يشبه أن يكون كأنه عدم الطعم ، وهو كما يذاق من الماء ومن بياض البيض. وأما هذه الأخرى فقد تكثرت بسبب أنها متوسطات وأنها أيضا مع ما تحدث ذوقا يحدث بعضها لمسا ، فيتركب من الكيفية الطعمية ومن التأثير اللمسى شىء واحد لا يتميز فى الحس ، فيصير (٦) ذلك الواحد كطعم محضن (٧) متميز ، فإنه يشبه أن يكون طعم من الطعوم المتوسطة بين الأطراف يصحبه تفريق (٨) وإسخان وتسمى (٩) جملة ذلك حرافة ، وآخر يصحبه طعم وتفريق من غير إسخان وهو الحموضة ، وآخر يصحبه مع الطعم تجفيف وتكثيف وهو العفوصة. وعلى هذا القياس ما قد شرح فى الكتب الطبية.
وأما الشم فإنه وإن كان الإنسان أبلغ حيلة فى التشمم من سائر الحيوانات (١٠) فإنه يثير الروائح الكامنة بالدلك ، وهذا ليس لغيره ، ويتقصى فى تجسسها بالاستنشاق ، وهذا يشاركه (١١) فيه غيره. فإنه لا يقبل الروائح قبولا قويا حتى يحدث فى خياله منها مثل ثابتة (١٢) كما يحصل للملموسات والمطعومات. بل تكاد أن تكون رسوم الروائح فى نفسه رسوما ضعيفة. ولذلك لا يكون للروائح عنده أسماء (١٣) إلا من جهتين : إحداهما (١٤) من جهة الموافقة والمخالفة بأن يقال طيبة ومنتنة ، كما لو قيل للطعم إنه طيب وغير طيب من غير تصور فصل أو تسمية ؛ (١٥) والجهة الأخرى أن يشتق لها من (١٦) مشاكلتها للطعم اسم
__________________
(١) المبصرة : المبصر ف
(٢) تدرك : يدرك ف.
(٣) وتختلط : وتختلف ك
(٤) معا ... سبيل : ساقطة من د.
(٥) إلى الملامسة ... اسم : ساقطة من د.
(٦) فيصير : فيبصر ف
(٧) محض : واحد ف.
(٨) يصحبه تفريق : يصحبه طعم وتفريق ك.
(٩) وتسمى : تسمى م.
(١٠) تجسسها : تحسينها م.
(١١) يشاركه : لا يشاركه ك.
(١٢) ثابتة : ما يأتيه ف ، م.
(١٣) أسماء : اسما ك
(١٤) إحداهما : أحدهما ك.
(١٥) أو تسمية : وتسمية ف ؛ أو تسمية م
(١٦) من : + جهة ك.