الجسم المحسوس ، لأنه المتصور بالصورة التي هى المحسوسة القريبة منها. وأما الخارج فهو المتصور بالصورة التي هى المحسوسة البعيدة ، فهى تحس ذاتها لا الثلج ، وتحس (١) ذاتها لا القار ، (٢) إذا عنينا أقرب الإحساس الذي لا واسطة فيه. وانفعال الحاس من المحسوس ليس على سبيل الحركة ، إذ ليس هناك تغير من ضد إلى ضد ، بل هو استكمال. أعنى أن يكون الكمال الذي كان بالقوة قد صار بالفعل من غير أن بطل (٣) فعل إلى القوة.
وإذ قد تكلمنا (٤) على الإدراك الذي هو أعم من الحس ، ثم تكلمنا فى كيفية إحساس الحس مطلقا ، فنقول : إن كل حاسة فإنها تدرك محسوسها (٥) وتدرك عدم محسوسها ، أما محسوسها فبالذات ، وأما عدم محسوسها كالظلمة للعين والسكوت (٦) للسمع وغير ذلك فإنها (٧) تكون بالقوة لا بالفعل. وأما إدراك أنها أدركت فليس (٨) له الحاسة ، (٩) فإن الإدراك ليس هو لونا فيبصر (١٠) أو صوتا فيسمع ، ولكن إنما يدرك ذلك بالفعل العقلى أو الوهم (١١) على ما يتضح من حالهما بعد.
__________________
(١) وتحس ذاتها : وذاتها ف
(٢) القار : النار د ، م.
(٣) بطل : أبطل م.
(٤) تكلمنا : + الآن د ، ك.
(٥) تدرك محسوسها : تدرك محسوسا د.
(٦) والسكوت : والسكون م
(٧) فإنها : فلأنها ف ، م.
(٨) فليس : فليست ف ، م
(٩) له الحاسة : الحاسة ف ، م
(١٠) فيبصر : مبصر م.
(١١) أو الوهم : والوهم ك.