وليس من جنسها من وجه ، كما أنه إذا وقع الضوء على الملونات فعل فى البصر منها أثرا ليس على جملتها من كل وجه. فالخيالات التي هى معقولات بالقوة تصير معقولات بالفعل ، لا أنفسها ، بل ما يلتقط عنها ؛ بل (١) كما أن الأثر المتأدى بواسطة الضوء من الصور المحسوسة ليس هو نفس تلك الصور ، بل شىء آخر مناسب لها يتولد بتوسط الضوء فى القابل المقابل ، كذلك النفس الناطقة إذا طالعت تلك الصور الخيالية واتصل بها نور العقل الفعال ضربا من الاتصال استعدت لأن تحدث فيها من ضوء العقل الفعال مجردات تلك الصورة عن الشوائب.
فأول ما يتميز عند العقل الإنسانى (٢) أمر الذاتى منها والعرضى وما به تتشابه تلك الخيالات وما به تختلف ، فتصير المعانى التي لا تختلف تلك بها معنى واحدا فى ذات العقل بالقياس إلى التشابه لكنها فيها (٣) بالقياس إلى ما تختلف به تصير معانى كثيرة ، فتكون للعقل قدرة على تكثير الواحد من المعانى وعلى توحيد الكثير. (٤) أما توحيد الكثير فمن وجهين : أحدهما بأن تصير المعانى الكثيرة المختلفة فى المتخيلات (٥) بالعدد ، إذا كانت لا تختلف فى الحد معنى واحدا. والوجه الثاني بأن يركب من معانى الأجناس والفصول معنى واحدا بالحد ، ويكون وجه التكثير (٦) بعكس هذين الوجهين. فهذه من خواص العقل الإنسانى ، وليس ذلك لغيره من القوى ، فإنها تدرك الكثير كثيرا كما هو ، والواحد واحدا كما هو ، ولا يمكنها أن تدرك الواحد البسيط ، بل الواحد من حيث هو جملة مركبة من أمور وأعراضها ، ولا يمكنها أن تفصل العرضيات وتنزعها من الذاتيات. فإذا عرض الحس على الخيال والخيال (٧) على العقل صورة ما أخذ (٨) العقل منها معنى ، فإن عرض عليه صورة أخرى من ذلك النوع وإنما هى أخرى (٩) بالعدد لم يأخذ العقل منها البتة صورة ما غير ما أخذ إلا من جهة العرض الذي يخص هذا من حيث هو ذلك العرض ، بأن يأخذه (١٠) مرة مجردا ومرة مع ذلك العرض. ولذلك (١١) يقال : إن زيدا وعمروا لهما (١٢)
__________________
(١) بل : ساقطة من ك.
(٢) الإنسانى : + فى د.
(٣) لكنها فيها : لكنه فيه د ، ك ، م.
(٤) الواحد ... الكثير : الواحد وعلى توحيد الكثير من المعانى ك.
(٥) بالعدد : ساقطة من م.
(٦) التكثير : الكثير م.
(٧) والخيال : ساقطة من م
(٨) أخذ : فأخذ د ، ك ؛ وأخذ م.
(٩) هى أخرى : هو آخر م.
(١٠) بأن يأخذه : فإن أخذه ك ، م
(١١) ولذلك : ولأجل ذلك د
(١٢) لهما : له م