وأكثر (١) ما يمكن (٢) أن يحدس فى هذا هو أنه يجوز أن تكون عودات متقاربة الأحوال ، وإن لم تكن (٣) متشابهة بالحقيقة. (٤) ويكون حال الكلى منها قريبا من حال العودات الجزئية ، كصيف يشبه صيفا ، (٥) وربيع يشبه ربيعا ، (٦) أو يكون أشد مشابهة من ذلك ، أو لعل (٧) الأمر يكون بخلاف هذا الحدس.
فإذ (٨) قد فرغنا من هذا البيان أيضا (٩) فبالحرى أن نختم هذا الفن بإشارة مختصرة إلى علل الكون والفساد ، فنقول : (١٠)
إن لكل كائن مادة وصورة ، وعلة فاعلة ، وغاية تخصه (١١) يؤخذ ذلك بالاستقراء ، وعلى سبيل الوضع.
فأما جملة الكون والفساد واتصاله فعلته الفاعلية المشتركة التي هى (١٢) أقرب ، هى الحركات السماوية ، والتي هى أسبق فالمحرك لها.
والعلة المادية (١٣) المشتركة هى العنصر الأول.
والعلة الصورية المشتركة هى الصورة التي للمادة قوة على غيرها مما لا يجتمع معها.
والعلة الغائية استبقاء الأمور التي لا تبقى بأعدادها (١٤) واستحفاظها بأنواعها.
فإن المادة العنصرية لما كانت كما تلبس شيئا قد (١٥) خلعت غيره ، وكان الشىء كما يكون هو قد فسد غيره ، ولا سبيل إلى بقاء الكائنات بأشخاصها ، دبّر فى استبقاء أنواعها بالتناسل (١٦) والتحارث والتعاقب المتعلق بالكون والفساد.
__________________
(١) م : وأكثر مما يحدس
(٢) م ، ط : يكون
(٣) م : ـ تكن
(٤) م : فى الحقيقة
(٥) سا : صنفا
(٦) م ريح يشبه ريحا
(٧) م : ولعل
(٨) ب ، ط : وإذ
(٩) م : ـ أيضا
(١٠) م : ونقول
(١١) م ، ط : يخصه
(١٢) سا ، ط : ـ هى (الأولى)
(١٣) سا : «والمادة» بدلا من «والعلة المادية»
(١٤) م : أعدادها
(١٥) ط : فقد
(١٦) م : والتجارب ، وفى ط : التحادث