لفقدان المنفذ وفناء المشف عند المرآة أثر. فإنه سواء فنى المنفذ واتصل (١) به خطوط أو كان غير فان واتصل به خطوط ، فإن الفاعل يجب أن يفعل والمنفعل يجب أن ينفعل. فإن (٢) كان الشبح والأثر مثلا ليس فى الجرم الشعاعى الممتد نفسه ولكن فى سطح منه أو نقطة هى فناؤه (٣) ونهايته ، وليست فى جهة ذلك الخط بحيث يتصل به ذلك الخط (٤) من تلك الجهة فينفعل عنه ، بل على غير امتداد ذلك (٥) الخط ، فيجب أن لا ينفعل ما بين أول الخط وآخره ، بل يقع الشبح من السطح الملامس إلى السطح الثاني دفعة من غير انفعال الأجزاء فى الوسط. وذلك لأن المتصل لا مقطع له بالفعل ، أو وجب أن يكون الأداء على الخط المستقيم ولا يؤدى على زاوية البتة ، لأن لنقطة (٦) الزاوية إعراضا عن الاستقامة وهذا مما لا يقال. فبين من هذا أن انفعال خط ه آ من خط ج من ه كانفعال خط ب آ من خط ه ب ، بل هو أولى وأقرب ، فيجب أن يتأدى شبح ج من كلا خطى ه آ ب آ ، فيجب أن يرى ج حينئذ لا شيئا واحدا بل شيئين. وأيضا يجب أن يتأدى شبح د مع شبح ج ويضعون أن شبح ب متأد (٧) مع شبح ج ، فيجب أن ترى الأشباح الثلاثة معا ، وجميع هذا غير كائن. وعلى هذا القياس إن كانت متماسة فإنها إن كان كل جزء منها يقبل الأثر بجميع جرمه وجب بمماسته (٨) الفعل والتأثير (٩) فى الذي يليه ، وإن كان لا يؤثر (١٠) إلا فى السطوح التي تقابل المبصر لم يجز فى شيء من الزوايا التي تقع حائدة عن ذلك السطح أن يتأدى منها المبصر إلى البصر.
فإن سئلنا نحن أنكم ما بالكم توجبون أن تقع تأدية هذا الشبح على الاستقامة أو على هيئة ما وقوعا (١١) إلى بعض الأبصار المماسة له دون بعض ، فنقول : أما نحن بالحقيقة فلا نقول : إن الهواء مؤد على أنه قابل شىء البتة من الرسوم والأشباح من شىء ليحمله إلى شىء ، بل نقول : إن من شأن النير أن يتأدى شبحه إلى المقابل له إن لم يكن بينهما عائق هو الملون ، بل كانت الواسطة بينهما مشفة. ولو كانت الواسطة قابلة أولا ثم مؤدية لأدت إلى الأبصار كلها كيف كان وضعها كما تؤدى الحرارة إلى إلى الملامس كلها كيف كان وضعها :
__________________
(١) واتصل : واتصلت م.
(٢) فإن : وإن ف.
(٣) فناؤه : فناءه ف ، ك
(٤) بحيث ... الخط : ساقطة من م.
(٥) وذلك : + محال ف.
(٦) لنقطة : النقطة ك.
(٧) متأد : متأدى ك.
(٨) بمماسته : بماسة ك
(٩) والتأثير : وأما التأثير م.
(١٠) لا يؤثر : لا د ، ف ، م.
(١١) وقوعا : وقوعها م.