(وَما ظَلَمْناهُمْ وَلكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَما أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ شَيْءٍ لَمَّا جاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَما زادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ)(١٠١).
(وَما ظَلَمْناهُمْ) فيما عذبناهم «ولكن» هم الذين (ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ) إذ كذبوا بآياتنا فعذّبوا كما كذّبوا ، فقد ظلموا هم أنفسهم دوننا ، حيث العذاب المستحق هو العدل وتركه ظلم.
(فَما أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي) ألهتهم حيث «يدعون» ها (مِنْ دُونِ اللهِ) عن عذاب الله (لَمَّا جاءَ أَمْرُ رَبِّكَ) بذلك العذاب (وَما زادُوهُمْ) هؤلاء الآلهة (غَيْرَ تَتْبِيبٍ) : وتقطيع عن رحمات الله ، بدلا من أن توصلهم إليها كما كانوا يزعمون (هؤُلاءِ شُفَعاؤُنا عِنْدَ اللهِ) «و (ما نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونا إِلَى اللهِ زُلْفى)!.
أجل : (وَما ظَلَمْناهُمْ وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) (١٦ : ١١٨) (وَما ظَلَمْناهُمْ وَلكِنْ كانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ) (٤٣ : ٧٦).
(وَكَذلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذا أَخَذَ الْقُرى وَهِيَ ظالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ)(١٠٢).
«وكذلك» الشديد الشديد (أَخْذُ رَبِّكَ) الذي رباك : هؤلاء الذين يكذبونك بما رباك (إِذا أَخَذَ الْقُرى وَهِيَ ظالِمَةٌ) في دركات الظلم المستحق وفقها دركات العذاب (إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ) لا قبل به ولا مردّ له ، و «إن الله سبحانه ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته ..» (١).
ومن أظلم الظلم التكذيب بآيات الله : (كَذَّبُوا بِآياتِنا فَأَخَذَهُمُ اللهُ بِذُنُوبِهِمْ وَاللهُ شَدِيدُ الْعِقابِ) (٣ : ١١) (كَفَرُوا بِآياتِ اللهِ فَأَخَذَهُمُ اللهُ بِذُنُوبِهِمْ) (٨ : ٥٢) (فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رابِيَةً) (٦٩ : ١٠).
__________________
(١) الدر المنثور ٣ : ٣٤٩ عن أبي موسى الأشعري قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن الله ... ثم قرأ : (وَكَذلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذا أَخَذَ الْقُرى وَهِيَ ظالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ).