أشياءهم ـ حيث تبقى لكم بما تبغون ـ هي بقية خير ، وهي فانية ماضية قاضية على حياتكم ، ولكن (بَقِيَّتُ اللهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) بالله ، مهما كان إيمانا شركيا ، فإنه فيما تعتقدون هو إله الآلهة التي تتخيرون ، والبخس نحس أيا كان ومن أيّ كان ، نحس فطريا وعقليا وإيمانيا ، وإن في أدنى دركاته.
فهناك بقية الشيطان في نقصكم وبخسكم ، بغيّة شقية لا تأتي بأي خير إلا تخيلا عابرا.
وهنا (بَقِيَّتُ اللهِ) وهي الباقية من بيوعكم بحكم الله إن كنتم مؤمنين بالله ، ومراعين أمانة الله في شرعته (خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ وَما أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ) عن الأخطاء والأخطار ، فإن أنا إلّا رسول ليس عليّ هداكم ، ولكن الله يهدي من يشاء ، ولا أنا حفيظ عليكم حين يأتيكم عذاب الله ، فلا حفيظ عليكم إلّا الله ببقيته ، حيث الإيمان به والعمل الصالح له هما ضمانان لبقيته هنا وفي الأخرى (وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقى) : (فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْها وَما أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ) (٦ : ١٠٤)
ذلك والبقية هي صفة لمحذوف هو الحالة أو الحياة المستمرة أو المنفعة ، خيّرة وشرّيرة ، ومن الأولى أولوا بقية : (فَلَوْ لا كانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُوا بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلاً مِمَّنْ أَنْجَيْنا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا ما أُتْرِفُوا فِيهِ وَكانُوا مُجْرِمِينَ. وَما كانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرى بِظُلْمٍ وَأَهْلُها مُصْلِحُونَ) (١١ : ١١٧) (وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسى وَآلُ هارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ ..) (٢ : ٢٤٨).
ف (أُولُوا بَقِيَّةٍ) هم الذين يتولون بقية الحياة الخيّرة السليمة بما ينهون عن الفساد في الأرض.
إذا فمن (بَقِيَّتُ اللهِ) هنا هو شعيب الذي يستبقى بدعواته الخيرة خير الحياة هنا وفي الأخرى ، استبقاء بأمر الله لكن (وَما أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ) فإن أصل البقية هو الله ، ومنها المنفعة البقية من التجارة ، فالبقية الشيطانية شقية غير نقية لا تخلف إلّا فسادا أو كسادا لسلب الطمأنينة عن