المشترين وبقية الله هي نقية تخلف ربحا لمكان الطمأنينة في المشترين ، ومن ثم هي خير في الأخرى ، وتلك الشيطانية هي شر فيها مهما تظاهرت بالوفيرة.
فل ـ (بَقِيَّتُ اللهِ) مصاديقها حسب ظروفها وملابساتها ومنها (بَقِيَّتُ اللهِ) في الدعوة المعصومة الرسالية وهي الحجة الأخيرة التي ليست بعدها حجة : القائم المهدي المنتظر من آل محمد (عليهم السلام) (١) كما أن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ـ وبأحرى ـ هو بقية الله في حقل الرسل (عليهم السلام).
صحيح أن شعيبا بدعوته البقية هو بقية الله ، وهكذا النبيون أجمع مع خلفاءهم ، وبأحرى محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) بخلفائه (عليهم السلام) (٢) ، ولكن صاحب الأمر هو بقية أخيرة عالمية ، ففيه
__________________
(١) نور الثقلين ٢ : ٣٩٢ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة بسند متصل عن أحمد بن إسحاق بن سعد الأشعري قال : خرج أبو محمد الحسن بن علي (عليهما السلام) علينا وعلى عاتقه غلام كأن وجهه القمر ليلة البدر من أبناء ثلاث سنين فقال (عليه السلام) : يا أحمد بن إسحاق لولا كرامتك على الله عزّ وجلّ وعلى حججه ما عرضت عليك ابني هذا ، انه سمي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ـ إلى أن قال ـ : فنطق الغلام (عليه السلام) بلسان عربي فصيح فقال : انا بقية الله في أرضه والمنتقم من أعداءه ولا تطلب أثرا بعد عني ... وفيه بإسناده إلى محمد بن مسلم الثقفي عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر (عليهما السلام) حديث طويل يذكر فيه القائم (عليه السلام) يقول فيه : فإذا خرج أسند ظهره إلى الكعبة واجتمع إليه ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا فأول ما ينطق به هذه الآية : (بَقِيَّتُ اللهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) ثم يقول : أنا بقية الله وحجته وخليفته عليكم فلا يسلم عليه مسلم إلا قال : السلام عليك يا بقية الله في أرضه ، وفيه عن كتاب الإحتجاج عن أمير المؤمنين (عليه السلام) حديث طويل يقول فيه (عليه السلام) وقد ذكر الحجج ، هم بقية الله يعني المهدي (عليه السلام) الذي يأتي عند انقضاء هذه الفطرة فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا ، وفيه عن أصول الكافي عن أبي عبد الله (عليه السلام) سأله رجل عن القائم (عليه السلام) كيف يسلم عليه؟ قال : يقولون : السلام عليك يا بقية الله ثم قرأ (بَقِيَّتُ اللهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ).
(٢) نور الثقلين ٢ : ٣٩١ في عيون أخبار الرضا (عليه السلام) في باب ذكر مولد الرضا ـ