أجل (هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ) بكل معاني الطهر ، نفسيا وحسيا حيث يلبين الفطرة النظيفة ، نظافة فطرية خلقية دينية وإنسانية.
ذلك ، وقد يقال «بناتي» هنا تقصد أناث سدوم الخليّات ، حيث الرسول في قوم هو أب لهم بل وأحرى منه ، وقد يؤيده أن بناته (عليه السلام) ما كنّ كافيات لهؤلاء الجمع اللهم إلّا اشتراكية وإباحية في الجنس وعوذا بالله ، ومن المعلوم المؤكد أن بناته لم يكنّ بعديد هؤلاء حتى يكون عرضهن لهم منعة عما ينوون ، ولذلك لم يردوا عليه فيما ردوا أن عديدهن لا يساوي عديدنا.
وعل الأرجح عناية الجمع في ذلك الجمع أن قصده من «بناتي» كافة البنات الخليات بمن فيهن بناته ، وهنا تقطع كافة الأعذار من البين كما قطعت ولم يبق إلا عذر غادر غير عاذر : (لَقَدْ عَلِمْتَ ما لَنا فِي بَناتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ ما نُرِيدُ).
فلا حاجة ـ إذا ـ إلى نكران أن لم يكن له إلّا بنتان حسب التوراة ، أم اللجوء إلى احتمالات أخرى ، مثل أنه عرض بنتيه أو الثلاث أما زاد لتراوح الزواج بينهن! أو أن القصد إلى أزواجهم أنفسهم (١) ، فإن (ما لَنا فِي بَناتِكَ مِنْ حَقٍ) تطارده ، وعلّ تصديقهم ل «بناتي» وهم لا يصدقونه أبا للأمة ، يخصصهن بخاصة بناته ، عرضا لهن إلى زواج سليم ، فإنها كل ما يملكه من قضاء شهوة الجنس ثم هناك حليلات أخرى يكفين بغية الحاجة للبقية الباقية.
ثم ترى في عرض بناته عليهم للزواج وهم يطلبون الأدبار ، لمحة أو دلالة على سماح إتيان النساء من أدبارهن؟ قد يقال : نعم لنفس الطلب (٢) ، ولكنه لا حيث المطلوب من النساء بطبيعة الحال المتعوّدة هو
__________________
(١) البحار ١٢ : ١٥٧ عن تفسير القمي حدثني أبي عن محمد بن عمرو رحمه الله في قول لوط : «هؤُلاءِ بَناتِي» قال : عنى به أزواجهم وذلك أن النبي هو أبو أمته فدعاهم إلى الحلال ولم يكن يدعوهم إلى الحرام ، فقال : «أزواجكم هن أطهر لكم ..».
(٢) نور الثقلين ٢ : ٣٨٧ في تهذيب الأحكام عن أبي الحسن (عليه السلام) سئل عن إتيان ـ