القرآن ، فأين عثمان وأمثاله من هذه القوة الخارقة التي تفوق قوة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في قراره الحاسم الجاسم الذي لا حول عنه طول القرون الإسلامية؟!.
ذلك كله ، إضافة إلى آيات تعني صيانة القرآن عن أي تدخل غير رباني في أيّ من شئونه ، كآية القيامة : (إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ) وهل يعني الجمع إلّا جمع مفرداته آيات وسورا؟.
(وَأُوحِيَ إِلى نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ فَلا تَبْتَئِسْ بِما كانُوا يَفْعَلُونَ)(٣٦).
(أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ) تحمل حجتين اثنتين ، حجة لنوح (عليه السلام) عليهم حيث أخبرهم بها ولم يؤمن منهم أحد حتى غرقوا أجمعين ، وكان لهم وإن لواحد منهم أن يؤمنوا في ظاهر الحال تكذيبا لما أوحي إلى نوح (عليه السلام) ، وحجة ثانية هي لغرقهم أجمعين حتى لا يقول قائل : علّهم كانوا يؤمنون فلما ذا غرقوا؟.
ذلك ، ولكن الأنسال الحاصلة بين هذا الوحي وغرقهم وهو طوال سنين ، ما هو ذنبهم أولاء وهم قصّر أو صغار ، أم وكبار منهم عقلاء علهم يؤمنون؟.
هنا «لن» تحلق سلبية الإيمان على أنسالهم البالغين ، وأن لم يكن هناك صغار وقصّر حين الغرق ، أم وقطع الله أنسالهم فلم ينسلوا في هذا البين (١) ، أم أمات صغارهم والقصّر منهم قبل الطوفان ، أم لو شملهم
__________________
(١) في عيون أخبار الرضا (عليه السلام) بإسناده إلى عبد السلام بن صالح الهروي عن الرضا (عليه السلام) قال قلت له : يا بن رسول الله لأي علة أغرق الله تعالى الدنيا كلها في زمن نوح وفيهم الأطفال وفيهم من لا ذنب له؟
فقال : ما كان فيهم الأطفال لأن الله تعالى أعقم أصلاب قوم نوح وأرحام نساءهم أربعين عاما فانقطع نسلهم فغرقوا ولا طفل فيهم وما كان الله تعالى ليهلك بعذابه من لا ذنب له وأما الباقون من قوم نوح (عليه السلام) فأغرقوا لتكذيبهم لنبي الله نوح وسائرهم أغرق ـ