ولقد تناست الأمة شاهدا منه (صلى الله عليه وآله وسلم) وتحولوا إلى غير شاهد منه مما ابتليت به الأمة ساقطة في هوَّات ، وماقتة بما هوآت وما يتأوه الإمام الشاهد على ما حصل قائلا في شقشقيته :
«أما والله لقد تقمَّصها ابن أبي قحافة ، وإنه ليعلم أن محلي منها محل القطب من الرحى ، ينحدر عنى السيل ، ولا يرقي إليَّ الطير ، فسدلت دونها ثوبا ، وطويت عنها كشحا ، وطفقت أرتأي بين أن أصول بيد جذَّاء ، أو أصبر على طخية عمياء ، يهرم فيها الكبير ، ويشيب فيها الصغير ، ويكدح فيها مؤمن حتى يلقى ربه ، فرأيت أن الصبر على هاتا أحجى ، فصبرت وفي العين قذى وفي الحلق شجى ، أرى تراثي نهبا ، حتى مضى الأول لسبيله ، فأدلى بها إلى ابن الخطاب بعده ، فيا عجبا بينا هو يستقيلها في حياته إذ عقدها لآخر بعد وفاته ، لشدَّ ما تشطَّرا ضرعيها ،
__________________
ـ يقول : من سب عليا سبني ، قال : هذا حديث صحيح الإسناد ، والحافظ الذهبي في ذيل المستدرك (٣ : ١٢١) والسيد علوي الحداد في القول الفصل (٢ : ٣٨٤) والهيثمي في الصواعق المحرقة (٧٢) قال : لما اشتد الخطب واشتغلت طائفة من بني أمية بتنقيصه وسبَّه على المنابر ووافقهم الخوارج لعنهم الله ، والنيسابوري في صحيحه على ما في «التاج الجامع للأصول» (٣ : ٣٢٩) قال عن سعد : أمرني معاوية أن أسب أبا تراب ، والترمذي في صحيحه على ما في التاج (٣ : ٣٢٩) وابن الأثير الجزري الموصلي في أسد الغابة (٤ : ٢٥) وابن عبد البر في الإستيعاب (٢ : ٤٥) والطبري في الرياض النضرة (٢ : ١٨٨) وابن جرير الطبري في تاريخه الشهير (٢ : ١٢٤) وابن عساكر في تاريخ دمشق (١ : ٣٥١).
أو هكذا يؤذى (شاهِدٌ مِنْهُ) والله يقول : (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتاناً وَإِثْماً مُبِيناً) (٣٣ : ٥٨) وقد تظافرت الرواية في نزول الآية فيه (عليه السلام) كما في ملحقات إحقاق الحق (٣ : ٤١٧) : وممن أوردها القرطبي في الجامع لأحكام القرآن (١٤ : ٢٤٠) والبيضاوي في تفسيره (٤ : ٤٧) ذكرا نزولها في المنافقين الذين يؤذون عليا (عليه السلام) وابن مردويه في المناقب كما في كشف الغمة (٩٥) والترمذي في مناقب مرتضوي (٦٠) والخازن في تفسيره (٥ : ٢٢٧) والبغوي في معالم التنزيل المطبوع بهامش تفسير الخازن ، والواحدي في أسباب النزول (٢٧٣).