مع أقوامهم كنوح وإبراهيم وموسى وصالح ولوط!.
ذلك وقد تمتاز هود في «فاستقم» حيث انضم إليه (وَمَنْ تابَ مَعَكَ) فعليه أن يجعلهم مستقيمين كما هو وذلك أثقل من استقامته (صلى الله عليه وآله وسلم) بشخصه ، وقد يأتي نبأها الفصل عند آيتها.
(الر. كِتابٌ أُحْكِمَتْ آياتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ).
هنا (كِتابٌ أُحْكِمَتْ) علّه من نفس (الر) حيث أحكمت آياته في مثل هذه الحروف الرمزية ، ثم فصّلت في مفصلات الآيات للناس ، وفصلت بوحي خاص لرسول الناس.
كما وأنه كل القرآن حيث أحكمت آياته (فِي أُمِّ الْكِتابِ لَدَيْنا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ) (٤٣ : ٤) ثم فصلت ليلة القدر للرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ومن ثم فصلت في القرآن المفصل كله ، وكل ذلك (مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ) إحكاما وتفصيلا ، دون تدخّل حتى للرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) في أي إحكام أو تفصيل ، كما وأحكمت في متشابهات ثم فصلت بمحكمات ، فقد أحكمت آياته في نبرات ، ثم فصلت بآيات أخرى ، وأحكمت معرفيا ثم فصلت علميا وعقليا على مر الزمن ، فإن للقرآن آيات متشابهات يفسرها الزمن ، إذا فلا إحكام في القرآن إلا وهو مفصل من قبل الرحيم الرحمان (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ).
ولقد فصلنا القول حول مرحلتي إحكام القرآن وتفصيله في سورة القدر والدخان والقيامة (١٦) وطه (١١٤) وسواها فلا نعيد هنا إلّا ما فصلت في (ثُمَّ فُصِّلَتْ).
«ثم» هنا تراخي تفصيل الكتاب عن إحكامه فتراخ أول هو منذ الأزل حتى ليلة القدر ، وتراخ ثان هو طيلة رسالة الوحي منذ ليلة القدر وهي ثلاث وعشرون سنة ، ثم هناك تفصيل آخر على مدار الزمن وتقدّمه حيث تتجدد معارف من الذكر الحكيم لم تكن تعرف من محكم الكتاب على تفصيله ، ومن ثم تفصيل آي بآي أخرى حيث القرآن يفسر بعضه