وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ) (٢ : ١٣٦) حيث يجمع بين الإنزالين «إلى» مهما يفرد إلى المرسل إليهم أحيانا كما مضى وفي (إِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ) (٣ : ١٩٩) و (هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِاللهِ وَما أُنْزِلَ إِلَيْنا) (٥ : ٥٩) (وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقامُوا التَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ وَما أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ) (٥ : ٦٦) وما أشبه من عشرات ، وأخرى يفرد «إلى» لمنازل الوحي الرسولية.
فقد يعني من «كنت» كل من هو في شك أو كاد فعليه أن يسأل الذين يقرءون الكتاب من قبله ، ليتأكد أن القرآن هو آكد الوحي الصادق الأمين حين يقاس إلى سائر الوحي ، إضافة إلى شهادة سائر الوحي على صدق القرآن ونبيه.
ولئن كان المخاطب هو الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) أم هو معني مع سائر المكلفين فقد يعني قاطع البرهان المثبت لوحي القرآن لكل شاك فيه ، فهو معني من باب إياك أعني واسمعي يا جارة ، وكما في (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ) (٦٨ : ١) حيث وحّد ثم جمع ليعلم أن الخطاب للأمة وليس الرسول إلا حاملا له كسائر رسالاته الربانية.
وكيف يشك وهو يوحى إليه بمثل هذه الآية ، فإن واقع الوحي هو واقع البرهان على صدقه!.
ثم وفيم يشك محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) (مِمَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ)؟ أشكا في أصل إنزاله؟ فقد (أَنْزَلْنا إِلَيْكَ)! ولا يزيل شكه لو كان في شك منه مثل هذه الآية التي هي أيضا (مِمَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ)! إلّا أن يزيل شك شكا مثله ، بل والمزيل أضعف حيث يسند إلى الذين يقرءون الكتاب ، أم شكا في أنه نسخة عربية من الكتاب الإمام وأن علماء الكتاب هم أساتذته «فيما أنزلنا إليك» من هذه الترجمة؟ (١) ولا يشك أي عاقل
__________________
(١) نور الثقلين ٢ : ٣١٩ في العلل بإسناده إلى إبراهيم بن عمير رفعه إلى أحدهما (عليهما السلام) في الآية قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لا أشك لا أشك.