المسيح من دور الأموات بعد صلبه يوم الخميس ، فدخل جحيم النار ليذوق العذاب بجسمه البشري ثم صعد إلى أبيه في السماوات (١) وقد حادوا الله في تغيير السبت إلى الأحد ، وأهانوا المسيح أن اتخذوا يوم جحيمه ـ على حد قولهم ـ يوم عيدهم ، وهكذا فعلوا وافتعلوا بشريعة التورات بما أضلهم سامريهم بولس الرسول!.
ثم القول : (كُونُوا قِرَدَةً خاسِئِينَ) ليس لفظة قول ، وانما هي إرادة فعل ، فقوله تعالى فعله في مجالات التكوين ، كما : «قال (لَها وَلِلْأَرْضِ ائْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ) (٤١ : ١١) فعبارة القول إشارة الى مدى نفاذ أمره دونما وقفة أو شريطة أمر آخر أو امر أخرى ، ف (إِنَّما أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) (٣٦ : ٨٢). وتعني «خاسئين» مهانين بعيدين ، حيث القردة العاديين ليست خاسئة حيث خلقت قردة كسائر الحيوان المخلوقة حيوانا دونما بعد عن رحمة الله وكرامته ، وهؤلاء حوّلوا قردة بعد ما خلقوا أناسي ، فحوّلوا إلى «خاسئين» طريدين مهانين بعيدين عن رحمة الله.
وترى أنهم كوّنوا قردة ـ فقط ـ في أبدانهم أو أرواحهم ، أم فيهما معا؟ علّ اللائح من (كُونُوا قِرَدَةً) تحوّل الجزئين إلى قردة ، ولم يقل : كونوا في أرواحكم ، او في أبدانكم! أو يقال : الأمر لا يوّجه إلا الى العاقل وليست الأبدان بالتي تعقل فتقبل الأمر أو لا تقبل؟ ولكنما الأمر هنا أمر التكوين فيعم مطلق التكوين عاقلا وسواه وكما «قال لها وللأرض أتيا طوعا أو كرها».
ولعل «خاسئين» دون «خاسئة» تلمح الى بقاء أرواحهم الإنسانية عاقلة ، لمكان جمع العاقل ، ولأن نكالهم لا يبقى لأنفسهم ما عاشوا لو حوّلت أرواحهم قردة ، فإنها لا تشعر تحوّلها ، ثم ولأن القردة المحولة
__________________
(١) راجع كتابنا : عقائدنا عند البحث عن الصلب.