الزائد كعمال لأنفسهم وسواهم على سواء.
ومن حصائل هذا البحث أن الأرض ـ أيّة أرض ـ لا تملك وانما تملك منافعها المحللة لمن أحياها ، دون رقبتها إذ ليست مما سعاه محييها ، والقاعدة الحاصرة القرآنية : (وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى) تحصر الملك فيما يحصل بالسعي ، وتحسره عما سواه ، وليست الأرض سعيا لأحد إلّا الله ، اللهم إلّا منافعها لمن يحييها.
فان قلت : الأموال الموروثة او المهداة والتي تنفق في حلها هذه ايضا ليست مما سعى لها من يرثونها او يهدى وينفق لهم.
قلنا : اجل ، ولكن كونها لسعاتها يسمح لهم ان يورثوها وينفقوها لمن يشاءون فيملكها غير سعاتها بما مّلكوها إياهم ، قضية الملكية المطلقة لهم ، فالمال ـ اي مال ـ إنما يملك بالسعي او التمليك ، وليست الأرض من سعي محييها ، ولا يملكها أحد ـ حتى يملكها من يشاء ـ إلّا الله ولم يملّكها لناس خصوص وإنما «لكم جميعا».
(خَلَقَ لَكُمْ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ ..)
وترى أنّ خلق هذه الأرض بما فيها مقدم على خلق السماء؟ أقول : نعم وأقول : لا!
نعم : إنها خلقت قبل تسبيع السماء ، فقبل نجومها ومصابيحها ومنها الشمس! ولا : فانها خلقت مع دخان السماء او بعده ام قبله : لا ندري ، حيث انفجرت المادة الأمّ «الماء» فأزبدت زبدا خلقت منه الأرض وزملاؤها : الست الاخرى ، وثار منها دخان هو المادة السماوية الأولى.