طبق في مختلف الإطارات ، كلما ازدادت العبادة زادت التقوى ، وكلما زادت التقوى ازدادت العبادة.
وأساس التقوى هو الوقاية عن نسيان ذكر الله ، الذي هو اسّ البلايا كلّها : «فإن قال قائل فلم يعبدونه»؟ ـ وهو ليس بحاجة أن يعبدوه ـ «قيل : لئلا يكونوا ناسين لذكره ولا تاركين لأدبه ، ولا لاهين عن أمره ونهيه ، إذا كان فيه صلاحهم وقوامهم ، فلو تركوا بغير تعبد لطال عليهم الأمد فقست قلوبهم» (١) و «ليست العبادة كثرة الصلاة والصوم ، إنما العبادة التفكر في أمر الله عز وجل» (٢) و «إدمان التفكر في الله وقدرته» (٣) ف «لا عبادة إلا بتفقّه» (٤).
لذلك نرى الآية تبرهن لزوم العبادة بسناد الخلق مبدئيا والتقوى نهائيا ، ومن ثم الآيات الآفاقية بعد الأنفسية :
(الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِراشاً وَالسَّماءَ بِناءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَراتِ رِزْقاً لَكُمْ فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْداداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) (٢٢).
واجهة الخطاب هنا المشركون ، المقرّون بالله ، المشركون في عبادة الله ، يذكّرهم بما يفرض عليهم توحيد العبادة لله إذ (جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِراشاً وَ ..) فهل من شركاءكم من يفعل من ذلكم من شيء (فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ
__________________
(١) نور الثقلين ١ : ٣٩ عن عيون اخبار الرضا (عليه السلام) فيما ذكره الفضل بن شاذان من العلل عن الرضا (عليه السلام).
(٢) نور الثقلين ١ : ٤٠ عن اصول الكافي عن الإمام الرضا (عليه السلام).
(٣) المصدر عن الإمام الصادق (عليه السلام).
(٤) المصدر عن الإمام علي بن الحسين (عليه السلام).