الرجعة وقوعا فيما بعد كما نعتقده في دولة القائم المهدي (عليه السلام) وكما في آيات اخرى تبعث جماعات بعد موتهم (١).
ثم وفي هذه الآية دلالة باهرة على امتناع رؤية الله جهرة ، فلو أمكنت لم يستحق طالب الرؤية لمزيد الايمان عقوبة وتنديدا ، ولم يك ذلك منهم ظلما : (يَسْئَلُكَ أَهْلُ الْكِتابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتاباً مِنَ السَّماءِ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسى أَكْبَرَ مِنْ ذلِكَ فَقالُوا أَرِنَا اللهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ) (٤ : ١٥٣) ولم يك كذلك استكبارا وعتوا : (وَقالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنا لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلائِكَةُ أَوْ نَرى رَبَّنا لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيراً) (٢٥ : ٢١) لا بالنسبة للناس العاديين فحسب بل والنبيين كذلك كما في موسى : (لَنْ تَرانِي ..) اضافة الى سائر الدلالات القرآنية والعقلية التي تحيل الرؤية البصرية جهرا في كافة العوالم.
(وَظَلَّلْنا عَلَيْكُمُ الْغَمامَ وَأَنْزَلْنا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوى كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ وَما ظَلَمُونا وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) (٥٧) نعمة سابعة سابغة إذ كانوا في التيه (٢) نتيجة عصيانهم حيث لم
__________________
(١) كما في (الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقالَ لَهُمُ اللهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْياهُمْ) وفي الذي قتله بنو إسرائيل وأحياه الله ببعض بقرة : (فَقُلْنا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِها كَذلِكَ يُحْيِ اللهُ الْمَوْتى) وفي (كَالَّذِي مَرَّ عَلى قَرْيَةٍ وَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها ... فَأَماتَهُ اللهُ مِائَةَ عامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ ..) وأضرابها التي يأتي تفاصيلها في طياتها.
(٢) نور الثقلين ١ : ٨٢ عن الاحتجاج للطبرسي عن موسى بن جعفر (عليه السلام) عن أبيه عن آباءه عن الحسين بن علي (عليه السلام) فيما سأله اليهودي عن علي (عليه السلام) قال له اليهودي : فان موسى قد ظللّ عليه الغمام؟ قال له علي (عليه السلام) لقد كان كذلك وقد فعل ذلك لموسى في التيه وأعطي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) أفضل من هذا : ان الغمامة كانت لمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم)