يدخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لهم فارتدوا على أدبارهم فانقلبوا خاسرين .. (قالَ فَإِنَّها مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ فَلا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفاسِقِينَ) (٥ : ٢٦) : (.. وَظَلَّلْنا عَلَيْهِمُ الْغَمامَ وَأَنْزَلْنا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوى كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ وَما ظَلَمُونا وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) (٧ : ١٦٠) (وَواعَدْناكُمْ جانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ وَنَزَّلْنا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوى كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ وَلا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوى) (٢٠ : ٨١).
نعمة تضم نعما ثلاث : تظليل الغمام ـ إنزال المن ـ إنزال السلوى ـ والغمام من الغم : الستر ، وهو لا يحمل ماء أو لا يمطر : (هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمامِ (٢ : ٢١٠) (وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّماءُ بِالْغَمامِ وَنُزِّلَ الْمَلائِكَةُ تَنْزِيلاً) (٢٥ : ٢٥) ثم ولا تجد غمامة في آية تمطر وإنما تغم وتستر ، بخلاف السحاب والغيم والمزن والمعصر فإنها هي التي تمطر ، وإن كانت كذلك تستر ، فقد كان الغمام في أربعين التيه سترة لهم من الشمس دائبة ، اللهم إلّا شتاء حيث تلزمهم نور الشمس ونارها.
وإنها لنعمة كبرى حيث يراعيهم ربهم بها في الصحراء الجرداء ، يقيهم هجيرها بالغمام ، وجوعهم ـ حيث هم منقطعون عن مواد الغذاء ـ بطيبات من الغذاء لا جهد فيها ولا عناء.
غمام يظلهم من الهاجرة التي كانت تفور بالنار ، ومنّ يمن به عليهم وسلوى يتسلون به ، مثلث النعم السابغة رغم ما لهم من سوء الحال والسابقة.
__________________
ـ تظله من يوم ولد الى يوم قبض في حضره وسفره فهذا أفضل مما اعطي موسى (عليه السلام).